2022/07/09
نسخ!

تقریر خاص؛

جولة بايدن في المنطقة … زيارة متعددة الاهداف

جولة بايدن في المنطقة … زيارة متعددة الاهداف

يتوجه الرئيس الاميركي جو بايدن الى منطقة الشرق الاوسط للالتقاء بالمسؤولين في الكيان الصهيوني وكذلك زيارة السعودية التي تعتبر زيارة خاصة للرئيس الاميركي في الاوضاع الراهنة ولها عدة اهداف وغايات.

يعتقد المراقبون ان الحاجة الاميركية للنفط العربي في خضم ازمة الطاقة النووية والسعي لاعادة الامن للكيان الصهيوني ومحاولة انشاء مظلة الدفاع الجوي المزعومة في الشرق الاوسط هي من اهداف زيارة جو بايدن الى المنطقة.

ويقول المراقبون ان زيارة بايدن للمنطقة هي زيارة بات الاميركيون مكرهين على اجرائها اكثر من ان يكونوا راغبين فيها، ويحمل بايدن معه ملفات هامة وقضايا أكثر اهمية مثل قضية ازمة الطاقة العالمية وتجديد التحالف مع الدول العربية وانقاذ الحليف الصهيوني من ورطة انعدام الامن وعدم الاستقرار.

كسب الدعم العربي وتعزيز العلاقات

شهدت العلاقات السعودية الاميركية تراجعا ملحوظا ومتسارعا منذ مجيء بايدن الى سدة الحكم لان بايدن ادعى اثناء حملته الانتخابية بانه منزعج من ملف حقوق الانسان في السعودية ويريد معاقبة حكام الرياض، لقد جاء بايدن ورفع شعار جعل السعودية دولة منبوذة لكن التحديات الدولية والاوضاع الاقليمية يحتم الان على الرئيس الاميركي وضع شعاراته الاولية جانبا.

وياتي بايدن الى الشرق الاوسط في وقت اصبحت اميركا وحيدة في حرب الغرب ضد روسيا ويرى ضرورة لاعادة العلاقات مع الحلفاء العرب الى سابق عهدها.

لقد شكلت الحرب الاوكرانية فرصة للدول العربية لتذكير الآخرين باهمية دورهم في التطورات العالمية عبر بوابة النفط والغاز ، وسعى الاوروبيون والاميركيون خلال الشهور الماضية لحل مشكلة نقص الغاز السائل في اوروبا وقد درس هؤلاء الاستفادة من الاحتياطي القطري والمصري وحتى سرقة الغاز اللبناني على يد الصهاينة لكن كل هذه الطرق لا يحل مشكلة الاوروبيين في مجال الطاقة ولا يستطيع الحلول محل الغاز الروسي وفي المقابل شعر السعوديون بحاجة الغربيين ويريدون استغلالها وعقد صفقات افضل ومنافع اكبر.

وياتي بايدن الان مع تغيير ملموس في سياساته لتقوية العلاقات العربية الاميركية وعلى راسها العلاقات مع السعودية لكي يحصل على دعم العرب في الحرب الاوكرانية بمواجهة روسيا ويظهر الغرب بانه اقوى ويتمتع بتحالفات.

اعادة الأمن الى الصهاينة

اكد بايدن منذ الاعلان عن عزمه لزيارة الشرق الاوسط على الذهاب لفلسطين المحتلة ولم ينفك البيت الابيض يؤكد حتمية هذه الزيارة حتى عند اشتداد هجمات الفلسطينيين على المستوطنات والمستوطنين والازمة الحكومية في كيان الاحتلال وحل الكنيست، وقد استلم يائير لابيد زمام الامور من نفتالي بينيت من اجل استقبال الرئيس الاميركي، ويعتقد المراقبون ان الكيان الصهيوني يعول على زيارة بايدن لتسريع انضمام السعودية الى اتفاقيات التطبيع وخفض وتيرة العمليات الفلسطينية.

ويعتبر السعي للحفاظ على استمرار حياة الكيان الصهيوني اللقيط الهدف الاهم لاية ادارة اميركية تستوطن البيت الابيض وليست ادارة بايدن مستثنية من هذه القاعدة لكنه نظرا للظروف السائدة الان فان زيارة بايدن لوحدها لن تستطيع اعادة الامن والاستقرار للصهاينة فبايدن يمكنه ان يكون مشجعا على انضمام السعودية لما يسمى الاتفاقيات الابراهيمية لكن القرار النهائي يعود لقادة السعودية واوضاع آل سعود.

كما ان عودة الامن بشكل مؤقت الى المستوطنات يتوقف على اداء الكيان الصهيوني وسياسات الحكومة الصهيونية في التقليل من غضب الفلسطينيين، وقد تحدث لابيد مؤخرا عن الحوار مع السلطة الفلسطينية لكنه تراجع فيما بعد وقال اثناء زيارته لباريس ان اللقاء مع محمود عباس يحتمل ان يؤجل الى ما بعد انتخابات الكنيست.

بيع السلاح تحت ذريعة التحالف العسكري الاقليمي

من اهداف بايدن في جولته ايضا هو ايجاد ما يسمى بتحالف اقليمي للدول العربية وهناك هدفين اميركيين من وراء انشاء هذا التحالف اولهما بيع السلاح وثانيهما ايجاد مظلة امنية يحلم الاميركيون الى بنائها منذ عقود، فيع السلاح يدر على الاميركيين اموالا حيث يقوم البيت الابيض ببيع السلاح الى اية دولة لا تستشعر بالخطر منها، وقد شهدنا في الاسبوع الماضي واثناء قمة الناتو في مدريد ان بايدن تعهد ببيع المزيد من مقاتلات اف 16 لتركيا وتحديث السفن الحربية التركية.

لكن من البديهي ان شراء الاسلحة الاميركية لن تجلب الامن والامان للدول العربية ولن تشكل مظلة امان لها بل ستصبح هذه الدول مخازن اسلحة يمكن ان تشتعل في اية لحظة، كما ان تزويد هذه الدول بالاسلحة سيزيد من مخاطر الصدام في المنطقة وسيدخلها في سباق تسلح، وهذا المسعى الاميركي ياتي في وقت تتجه دول المنطقة نحو اجراء مزيد من الحوارات فيما بينها، فالان نجد بان الحوار قائم بين الدول العربية نفسها ، وبين ايران والسعودية في العراق ، وبين تركيا والدول العربية ايضا، وهذه المنطقة ليست بحاجة لمزيد من السلاح الاميركي.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار
كاريكاتير صورة اليوم