الأحـاديث النـبوية في فـضـل الـزيـارة
عبدالله علي هاشم الذارحي/ المتأمل في مشروعية واستحباب الزيارة الأربعينية يجد أن كل احاديث أهل البيت عليهم السلام في مواطن كثيرة قد حثت على زيارة الامام الحسين بن علي عليهم السلام، واعدة لهم بالأجر والثواب العظيم والمنزلة الرفيعة لمن سعى لزيارة قبر الإمام الحسين بن علي عليهم السلام.
انّ هذا الحدث لم يأت من فراغ، بل لأن أهل البيت عليهم السلام أرادوا من أتباع المذهب الحق أن يرتبطوا ارتباطاً وثيقاً بإمامهم الثائر المصلح، وهم بزيارتهم لذلك القبر الشريف انّما هو لأخذ الدروس والعبر من تلك الثورة التي قام بها الامام عليه السلام ضد الطاغي والباغي يزيدالملعون..
بالتالي فإن زيارة الأربعين تعتبر موطن من مواطن العبادة والإيمان، ومن يتأمل في قول الله تعالى(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)سيجد ان مرقد الإمام الحسين هو من تلك البيوت التي يُذكر فيها اسم الله تعالى ويتعبد لله فيها..
ذلك أن كل مواطن الذكر أينما تكون يحبّها الله تعالى، فكيف بمواطن قد دُفن فيها أولياؤه الصالحون، فبالتأكيد سيكون لها خصوصية وعظمة من تلك الآية التي
وردة في سورة النور كون النور يشع من مرقد الإمام الحسين(ع) بكربلاء..
ومن الأحاديث النبوية في فضل الزيارة اوورد لكم بعض ماور في الزيارة الجامعة قوله صلى الله عليه وآله وسلم (والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه).
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن علياً مع الحق والحق مع علي).
وعنه صل الله عليه وآله وسلم (أللهم أدر الحق معه حيث دار)).
ومن اتبع هذا الحق فإن مصيره إلى الجنة والعكس بخلافه..
(ومن اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنارُ مثواه ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم فهو في أسفل درك من الجحيم)صدق رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ..من هنا أصبح حبهم إيمان، وبغضهم كفر لأنهم الأبواب الإلهية وهم اولياء الله وخاصته..
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الله أخبره بقتل الحسين(ع) إلى أن قال(من زاره عارفا بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة ،ألا ومن زاره فقد زارني، ومن زارني فكأنما زار الله ، وحق على الله أن لا يعذبه بالنار ، ألا وإن الاجابة تحت قبته ، والشفاء في تربته ، والائمة من ولده)..
ووردت احاديث في فضل الزيارة منها ماروي عن الامام الحسن العسكري انه قال(علامات المؤمن خمس؛ صلاة احدى وخمسين ؛ وزيارة الاربعين ؛ والتختم باليمين ؛ وتعفير الجبين)
وعن أبي جعفر(ع) قال( مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين(ع)فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالامامة من الله عزّ وجلّ)..
وعن عبيدالله بن موسى عن الوشاء قال: سمعت الرضا(ع) يقول(إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم)
قال أبو عبدالله عليه السلام:من أتى قبر الحسين(ع)عارفا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)..
وعن أبي جعفر(ع)قال( لو يعلم الناس مافي زيارة الحسين(ع)من الفضل لماتوا شوقا،وتقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت :وما فيه ؟ قال(من زاره تشوقا إليه كتب الله له ألف حجة متقبلة ، وألف عمرة مبرورة ،وأجر ألف شهيد من شهداء بدر ،وأجر ألف صائم ، وثواب ألف صدقة مقبولة ، وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله ، ولم يزل محفوظا..)الخ الحديث. وفيه ثواب جزيل ، وفي آخره “أنه ينادي مناد : هؤلاء زوار الحسين شوقا إليه”..
وعن بشير الدَّهّان، عن أبي عبدالله عليه السلام (قال: إنَّ ا لرَّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام، فله إذا خرج مِن أهله بأوَّل خُطْوَةٍ مَغْفرةٌ لذنوبه، ثمَّ لم يزل يقدَّس بكلِّ خطوةٍ حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله تعالى فقال: عَبدي سَلْني اُعطِك؛ اُدْعُني اُجِبْك، اُطلب منّي اُعْطِك، سَلْني حاجةً أقضيها لك! قال: وقال أبو عبدالله عليه السلام: وحقٌّ على الله أن يعطي ما بذل)فياله من فضل وأجر عظيم..
أما الأدلة على المشي في الزيارة فكثيرة منها ماورد عن أبي الصامت قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول(من أتى قبر الحسين عليه السلام ما شياً كتب الله له بكل خطوة ألف حسنة ومحى عنه ألف سيئة ورفع له الف درجة)..
و في رواية اخرى عن أبي سعيد القاضي قال:دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
في غريفة له وعنده مرازم فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول(من أتى قبر الحسين عليه السلام ما شياً كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبه من ولد اسماعيل)..
ولا شك ان للمشي في زيارة الأربعين له خصوصية خاصة فالمشي الى كربلاء يعتبر تأسياً بالإمام الحسين(ع) وبعائلته ومن خرج وثبت معه فهم الذين تحملوا ذلك الآلام وعانوا تلك المتاعب حتى وصلوا الى كربلاء وحصل لهم ماحصل..
ثم ان المشي الى مرقد الإمام الحسين يعتبر تأسيا بعائلته التي سارت مشيا على الأقدام وصولا الى مرقد الإمام الحسين عليه السلام في يوم الاربعين، وهاهم الآن محبوا الحسين عليه السلام يتحملون المتاعب مواساة لعائلةالحسين وللإمام الحسين بن علي عليهم السلام..
فطوبىٰ للمشائيين في الزيارة الأربعينية وياليتني كنت معٰهم فأفوز فوزا عظيما؛
تعليقك
- زيارة رئيس أركان الجيش المصري إلى حدود غزة وتداعياتها
- اختتام مؤتمر (هدايات القرآن في بناء الإنسان )
- جويل رعيش “إمرأة المستحيلات”.. طموح حدوده السماء
- رسالة الى الشباب الطامح لبناء الـمشاريع الخاصة في المستقبل
- «نتنياهو» یسعى إلى توسيع نطاق الحرب إلى خارج الحدود المحتلة
- جمعية الصحفيين بسلطنة عمان تقود قاطرة الصحافة العربية
- جعبة حزب الله يوجد فيها الكثير الكثير
- قمة الشباب الدولية لمجموعة البريكس.. فرصة واعدة لإثراء أجندة التعاون العالمي
- العراق.. اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف تعقد اجتماعها العاشر
- “لبيك يا فلسطين وصرخة مظلومية غزة” تصدح بمختلف اللغات في الأربعين
- ما أهمية منتدى التعاون الاقتصادي الأوروبي 2024 ؟
- في عيد المرأة التونسية : الفرقة النسائية ” هي ” تطرب جماهير المسرح الروماني بالجم والحمامات
- رئيس ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي يستقبل نقيب الصحفيين