2022/07/19
نسخ!

تحليل لأهم مستجدات المنطقة في حديث مع الدكتور متقي ؛ الجزء الأول

نظرة إيران في المفاوضات هي توازن مرحلي / تكلفة المقاومة أقل من التسوية

نظرة إيران في المفاوضات هي توازن مرحلي / تكلفة المقاومة أقل من التسوية

قام الدكتور إبراهيم متقي ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران ، بتحليل أهم الأحداث السياسية الأخيرة في المنطقة والعالم في محادثة حصرية مع " نگاه نو ".

وفي إشارة إلى وضع المفاوضات النووية ، قال:” إن المفاوضات وعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة هي إحدى القضايا الإقليمية والدولية الرئيسية.
وأضاف: عندما انسحب ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة ، قرر إجبار إيران على الانسحاب والحصول على مزيد من التنازلات المتعلقة بقدرة إيران الرئيسية.
قال هذا المحلل الإقليمي الكبير: ” کان أمام إيران خياران : الخيار الأول هو المماشاة والقبول الجزئي لسياسة القسر والضغط الأمريكية والخيار الثاني هو استخدام آلية المقاومة على أساس أن تكاليف المقاومة في نهاية المطاف أقل من تكاليف التسوية.
وتابع الدکتور متقي : إن المقاومة مهدت الأرضیة لهذه الفکرة بأن التهدید جاد ودائم والتوجه إلی القدرة والقوة الرادعة هو الحل للتصدي له .

وتابع: لذلك فإن المقاومة والردع من المؤشرات الرئيسية لسياسة إيران في مواصلة التعاون مع مجموعة 4 زائد واحد.

طرحت إيران هذه القضية بأن خطة العمل الشاملة المشتركة أظهرت أنها اتفاقية هشة ويجب إصلاح هشاشتها حتى نتمكن من احترام هذه الاتفاقية.
وتابع: لهذا السبب فإن النظرة الإيرانية هي نظرة توازن مرحلي
التوازن المرحلي یعني أن نوسع ونزید قوتنا إلى الحد الذي نأخذ فيه إمكانية المغامرة واتخاذ إجراءات محفوفة بالمخاطر من أمريكا فلهذا السبب قد طالت المفاوضات.

قال عمید كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة طهران: اليوم هناك مشكلة تسمى عقوبات غير واردة في خطة العمل الشاملة المشتركة فنحن نعتقد أنه إذا كانت هناك رغبة ونية لرفع العقوبات ، فلابد أن تشمل عقوبات غير واردة في خطة العمل الشاملة المشتركة أیضا وستتم إزالتها فتصبح غیر ساري المفعول.
لذلك ، ما يجب أن ننتبه إليه اليوم هو العقوبات غير الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة ، وهذه إحدى المناقشات الهامة والجادة في مفاوضات فيينا والدوحة.
وأضاف الأستاذ في جامعة طهران ، في شرحه لنقل مكان التفاوض من فيينا إلى الدوحة: “الحقيقة هي أن مفاوضات الدوحة جرت على أساس اتفاق إيران ورغبة الأوروبيين والولايات المتحدة ودور قطر، لعبت قطر دور المسهل ، ولعب الاتحاد الأوروبي ، وخاصة جوزيب بوريل ، دور الوسيط.

وأكد الدکتور متقي: دخلنا في مفاوضات في مثل هذه الأجواء. يعتقد كثير من الناس أن المفاوضات قد فشلت ، ولکني أعتقد أنه لم يكن من المفترض أن تصل المفاوضات إلى نتيجة محددة.
كانت مفاوضات قطر تهدف إلى تفعیل علاقة إيران المجمدة مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة 4 زائد واحد ؛ لذلك فإن القضية الأساسية هي أن هذه المفاوضات جرت ، وستعقد في المستقبل القريب الجولة الثانية من مفاوضات قطر.
كانت هذه المحادثات محاولة لاستعادة محادثات فيينا لأن أوروبا تشعر أنها ستعاني من البرد بعد شهرين فلهذا تطرح القضية الرئيسية من أين يجب أن تزود أوروبا بالطاقة ؟ يتم توفيرجزء منها من قبل الدول العربية في الخليج الفارسي وفي هذه الحالة يصبح استخدام طاقة إيران ودخولها إلى السوق العالمية ضروریا .
كما أجاب الدكتور متقي على سؤال ألم یکن من الأفضل لإيران أن تنتظر هذين الشهرين حتى تحصل على المزيد من النقاط قائلا : إن محاولة الحصول على المزيد من النقاط من المفاوضات أمر مستحسن بالنسبة للمصالح الوطنية للبلاد ، ولكن ما هو الضمان أن لاتأخذ دول أخرى طاقة إيران الإنتاجیة؟
اليوم ، ليست لدينا طاقة إنتاجية كبيرة ، الحد الأقصى هو 2300000 برميل. یمکن أن تنتج کل من المملكة العربية السعودية والكويت فائضاً في الظروف الحالية وتشبع السوق.
من ناحية أخرى ، فإن طاقة القوى العظمى الإنتاجیة أكبر من طاقاتنا لأنها لا تعاني من تضخم مرتفع ولديها القدرة على السلوك الاستباقي ؛لذلك يجب علينا استخدام آليات وقائية.

قال هذا الأستاذ الجامعي عن الجهد الأمريكي لتقويض عملية التفاوض: بشكل عام ، إن الدبلوماسية الأمريكية في التعامل مع إيران وكوريا الشمالية والعديد من الدول الثورية هي دبلوماسية التقویض وأنا أتفق تمامًا.
يخلق الأمريكيون جوًا نفسيًا واجتماعيًا ، ومن خلال اقتراح اتفاق نسبي ، فإنهم يرسخون سلسلة من المطالب في أذهان المجتمع الإيراني بهدف إرهاق الحكام أولاً وفصلهم عن المطالب القصوى وتجمیع ضغوط المجتمع الإيراني إلی الحكومة الإيرانية وليس إلی أمريكا .
في زمن ترامب ، كان الجو العام لإيران ضد ترامب ، لكن في الوضع الحالي (بسبب فشل أو عدم نجاح المفاوضات) ، حاول الأمريكيون توجیه الضغوط الاجتماعية إلی الحكومة الإيرانية.
وقال الدکتور متقي عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة: إن وجهة نظر بايدن للمنطقة هي سياسة الموازنة البحریة، بعبارةرى ، يقف بايدن وراء الكواليس ولا يواجه الوضع ويعتقد أن دول المنطقة نفسها يجب أن تحل مشاكلها بالحرب بالوكالة والردود الأمنية والمدمرة .

بايدن لا يسعى لمواجهة إيران أو قبول إيران ، إنه يريد أن يكون منفذ الموازنة. ما فعله بايدن هو جلب إسرائيل إلى ساحة القيادة المركزية للولايات المتحدة (CENTCOM) مما يدل على أن نموذج السلوك يجب أن يكون نموذجًا استراتيجيًا متمركزا حول إسرائيل.
رحلة بايدن إلى المنطقة هي جزء من آليات الحد من قوة إيران في البيئة الإقليمية ونوع من الکمین. لكن الطلقة التي يتم إطلاقها ليست عسكرية بل هي طلقة دبلوماسية وإعلامية وسياسية.

سياسة بايدن تجاه إيران هي سياسة الضغط أو الدبلوماسية القسرية أولا . ثانیا إن أمريكا تدعم حلفاءها وثالثا لیعرف حلفاء أمريكا أن هذه الدولة تواصل سياسة الحد من إيران والقول بأن إيران معزولة وأننا نواصل سياسة الضغط هو جزء من السياسات الأمريكية.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم