ترسيخ السلطة داخل العراق والتحكم في التيارات الشيعية
ما الذي يبحث عنه الصدر من استراتيجية الشارع؟
بعد مرور أشهر على الموعد المحدد لتشكيل الحكومة في العراق ، لم يصل السياسيون العراقيون إلى أي حل. اليوم يواجه العراق مأزقا في تشكيل الحكومة وقد حوّل عملية تشكيل الحكومة الى أزمة سياسية ومع انسحاب تيار الصدر اشتد هذا الانسداد السياسي.
لمقتدى الصدر سلوك متناقض وغير مستقر.أحيانًا يعمل مع السعودية ، وأحيانًا مع الأردن ، وأحيانًا ضد حكومات مختلفة ، وأحيانًا ضد إيران، وعلى الرغم من هذه التناقضات ، لا يمكن تقديم تحليل محدد لشخصية مقتدى الصدر.
إن الصدر لقاعدته الاجتماعية الشعبية ،يمثل ركيزة سياسية ثقيلة ، حيث تركه لعملية تشكيل الحكومة صعب الأمر على التيارات الشيعية الأخرى وبطريقة ما ، هو بهذا العمل اعتبر نفسه مستثنى من الإخفاقات المستقبلية.
أفادت مصادر عراقية أن آلاف من أنصار التيار الصدري وفق الموعد المتفق عليه فيما بينهم ، بدأوا التحرك باتجاه المنطقة الخضراء في بغداد ابتداء من صباح أمس السبت ،
وفي طريقهم قاموا بإزاحة الحواجز الخرسانية التي وضعت لمنع اعتداء المتظاهرين.
تجاوز المتظاهرون الحواجز ووصلوا إلى أعتاب المنطقة الخضراء.
ولم تتخذ القوات الأمنية المسؤولة عن أمن المنطقة الخضراء أي إجراء لمنع المتظاهرين من الدخول وإزالة الحواجز الخرسانية ، و في الحقيقة كانوا مشاهدين للحادث تقريبًا.
وفي الوقت نفسه ، تجمع العديد من المنتمين إلى التيار الصدري في ساحة “التحرير” ببغداد.
وكما يبدو أن مطالبة المحتجين التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المنسوبة إلى التيار الصدري ، هي عدم تشكيل الحكومة من قبل “محمد شياع السوداني” مرشح الإطار التنسيقي.
بالإضافة إلى ذلك ، يريد المتظاهرون أن يتم التحقيق في سجل السوداني من قبل النظام القضائي.
ويبدو أن الهدف الأساسي لتيار الصدر هذه المرة هو الاحتجاج على النظام القضائي.
حاليا هناك عدة تساؤلات حول تيار الصدر.
ما هي أولوية مقتدى الصدر الحالية؟
ترسيخ السلطة داخل العراق والتحكم في التيارات الشيعية وإنشاء بيت شيعي جديد أم معارضة للخطاب الأمريكي وتطورات المنطقة؟
هل يتأثر الصدر بضغوط دول الخليج لفصل فصائل الشيعة الولائية والمحسوبين على ايران والمقاومة عن الشيعة السياسيين واعطاء الشرعية للمجموعة الثانية؟
وهل يمضي نحو مسار الاستقلال السياسي في تعزيز استراتيجية دول الخليج الفارسي؟
هل الهدف النهائي لمقتدى الصدر هو استبدال السيد علي السيستاني وإبعاد مرجعية النجف؟
1- لا يمكن انتساب مقتدى الصدر الى تيار خارجي او معاد او تيار عبري – عربي ؛ لما أن تيار الصدر يخالف أمريكا فلايمكن القول بأنه يعمد في معارضة حركة المقاومة وإيران.يبدو أن وراء كل الخلافات القائمة بين الجماعات الشيعية ، لا يزال المبدأ والأصل هو تقوية بعضها البعض.
2- إن إعلان السوداني كرئيس للوزراء ليس النتيجة المفضلة لأحزاب مثل الصدريين. السوداني هو أحد حماة الحشد الشعبي وله علاقة جيدة بقادة الحشد الشعبي. ويرى الصدر في استراتيجياته السياسية بمصلحة البلاد أن يكون رئيس الوزراء مستقلا عن القوات المسلحة.
هجوم أتباع مقتدى الصدر على البرلمان العراقي احتجاجا على رئاسة السوداني يؤكد هذا الادعاء.
3- الإستراتيجية الرئيسية وسر قدرة مقتدى الصدر ، بالنظر إلى قدرته على حشد الناس ، هو جلب الناس إلى الشوارع وهو ناجح جدًا في هذه الإستراتيجية.
هذه الآلية ليست سلمية دائمًا ووفقًا للتجارب والتاريخ فقد أدت إلى العنف وخلافًا لتغريدات الصدر حول الحفاظ على السلام ، فهي لاتأبى الإرعاب وقتل خصومها وفي النهاية تسعى لتأخذ المكانة والقدرة التامة كالبيت الشيعي.
4- بعد سقوط صدام ، كانت هذه هي المرة الأولى في حياة الحكومة العراقية التي يقود فيها التيار الشيعي الحكومة السياسية بطريقة ما ويتم الإجماع الحالي للشيعة أيضًا لأول مرة خلال السنوات التي أعقبت سقوط صدام ، وفي النهاية طرح السوداني كخيار.
5- يظهر سيناريو الهجوم على مجلس النواب أن الصدر قد استقال من البرلمان العراقي فحسب وليس من الساحة السياسية العراقية ويتطلع إلى تصفية الحساب السياسي ويسعى في النهاية إلى إبقاء مصطفى الكاظمي إلى أجل غير مسمى حتى يتمكن من تثبيت أفراده وسياساته.
وتعاون أنصار الكاظمي مع أنصار الصدر في الهجوم على البرلمان يؤكد هذه الاستراتيجية والسيناريو.
6- فتح انسحاب الصدر من عملية تشكيل الحكومة الطريق أمام المعارضين السياسيين الذين يسعون إلى الفرقة وخلق انعدام الثقة بين الأحزاب الشيعية.
۷- من المرجح أن يكون الترتيب السياسي للتيارات السياسية العراقية بعد إعلان السوداني هو
طرح خيار آخر ومناقشة إعادة الانتخابات من قبل التيار الصدري ما هي إلا تهديد.
۸- يبذل الصدر قصارى جهده لإغلاق يد الحشد الشعبي في العراق لأنه يراه منافساً لنفسه.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي