تحليل أحداث هذه الأيام في العراق بطريقة مختلفة
شرح الصدر!
ربما ، في تاريخ العراق المعاصر ، لا يمكن العثور على أحد مثل مقتدى الصدر ، الذي هو عبارة عن مجموعة من التناقضات والسلوک المتعارض.
لا يلتزم بأي عملية سياسية ، يقاطع الانتخابات ثم يشارك فيها مع أنصاره. هو يحصل على غالبية مقاعد مجلس النواب ،ثم یبذل قصاری جهده لتأخير تشكيل الحكومة الجديدة بشتى الطرق.
في قرار مفاجئ ، یطلب من أنصاره الاستقالة الجماعية. ينسحب من العملية السياسية ، لكنه لا يزال يمنع أي حل سلمي لخروج العراق من الأزمة.
بعد الاستقالة الجماعية لكتلة الصدر ، عندما تم اتفاق إطار التنسيق الشيعي على ترشيح محمد شياع السوداني،وسمعت همسات الاستقرار السياسي والابتعاد عن الفراغ السياسي ،فجأة صدر أمر مهاجمة المنطقة الخضراء وقاعة البرلمان.
أنصار الصدر ، ومعظمهم من عامة الشارع العراقي ، يتجهون نحو المنطقة الخضراء ويتسلقون الجدران ويدخلون قاعة البرلمان بأساليب غير عادية وغير مناسبة.
طبعا لايمكن التغافل عن نهج مصطفى الكاظمي في هذا الأمر ، لذلك طرح هذا التحليل أيضا بأن عمل الصدريين تم بالتنسيق مع الكاظمي ولضمان رئاسته مرة أخرى؛
لأن أياً من القوى الأمنية لم يتخذ الإجراءات اللازمة لمنع تدمير ممتلكات مجلس النواب واقتحام قاعته.
قصة مقتدى الصدر المحزنة هي قصة مليئة بالغموض والتناقض ،قصة من لا ينوي التراجع قليلاً عن سلوكه الذوقي الشخصي أمام المصالح الوطنية العراقية وفوق ذلك المصالح الشيعية والإسلامية.
مع أن الصدر في ظروف يمكنه أن يستخدم قدرة أنصاره الذين ينتبهون إليه بسبب محبتهم لوالده ، لتشكيل حكومة شيعية تم إحياؤها لأول مرة بعد حكومة أميرالمؤمنين علي عليه السلام. في حالة أن العراق هو المركز العربي والإسلامي للعالم الإسلامي ، ويطمع فيه أمريكا والغرب ومعظم الدول العربية.
رغم اعتقادنا بأن نهج الصدر ليس متعمدا بل إنه من الجهل ولكن أظهر من الشمس أن مقتدى الصدر يسير في اتجاه يعود فائدته إلى أمريكا والغرب وبعض الدول العربية التي دعمت داعش ماليا وسياسيا بغية انعدام الأمن في العراق.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي