هل واشنطن مستعدة للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة؟

تعود القصة إلى خمس أو ست سنوات سابقة. عندما ادعت زمرة المنافقين مزاعم بشأن برنامج إيران النووي ، وجدت أمريكا فرصة لإنهاء برنامج إيران النووي.

كان يدعي بوش ، رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت ، أن جهود إيران النشطة للحصول على التكنولوجيا التي تنتهي إلى صنع أسلحة نووية ،تعرض المنطقة لمحرقة نووية.هم كانوا لايرضون بأي شيء أقل من إغلاق برنامج إيران النووي الدائم ، ولم يسمحوا حتى لأنفسهم بالحضور على طاولة المفاوضات ؛ لهذا السبب ، حضرت ثلاث دول أوروبية فقط إلى طاولة المفاوضات مع إيران.وكما قال وزير الخارجية البريطاني آنذاك في مذكراته ، “في مرحلة ما عرضت الحكومة الإيرانية اقتراح المفاوضات مع الولايات المتحدة من أجل صفقة كبيرة في البرنامج النووي ، لكن الولايات المتحدة رفضت الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إيران “.

كما يروي كبير المفاوضين الإيرانيين (علي باقري) في مقدمة ترجمة مذكرات ويندي شيرمان أن ديك تشيني ، نائب بوش ، عندما واجه اقتراح الحكومة الإيرانية للتفاوض ، أجاب: “نحن لا نتحدث مع الشيطان”.

ولكن في عام 2004 ، ومع تغيير الحكومة في إيران ، اتخذت السياسة الخارجية اتجاهًا جديدًا واكتسب البرنامج النووي زخمًا.
في ذلك الوقت ، أعلن الرئيس الإيراني “نفخر بأن نعلن أنه اعتبارًا من اليوم إيران ستكون من بين الدول المنتجة للوقود النووي الصناعي”. في الأيام الأخيرة من شهر تموز (يوليو) 2018 ، أرسلت أمريكا ممثلها إلى طاولة المفاوضات مع إيران ،مقرة بالانسحاب دون أن تنبس ببنت شفة.

مع ذهاب بوش ، عاد الديمقراطيون إلى السلطة. اعتبر الرئيس الأمريكي الجديد أيضا برنامج إيران النووي تهديدًا لأمريكا. وكان يشدد أوباما في ذلك الوقت على أنني أعلن بوضوح أن برنامج إيران النووي والصاروخي لا يكون تهديدًا لأمريكا فحسب ، بل على المنطقة أيضًا”.

كان يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد لديه خطط لبرنامج إيران النووي في ذهنه.
بعد سنوات قليلة ، أدلى أوباما بتصريحات كشفت عن تلك الخطط. وأكد أنه “لو كنا نتمكن من فتح براغي وصواميل برنامج إيران النووي ، لفعلنا ذلك ، لكنه غير ممكن”.

كانت لدى أوباما أمنية أخرى بشأن إيران ، شلّ إيران بالعقوبات. وبحسب قوله ، “سأستخدم كل عناصر القوة الأمريكية ، بما في ذلك الضغط السياسي لعزل إيران ، والجهود الدبلوماسية لمراقبة برنامج إيران النووي ، والضغط الاقتصادي لفرض عقوبات معطلة”.

أمنية تبينت فيما بعد أنها لم تتحقق. اليوم الذي تحدث فيه أوباما عن عدم فاعلية العقوبات على إيران قال: “لو رفضنا هذا الاتفاق لأجلسنا إيران على مقعد القيادة. أعتقد أنه في تلك الحالة كانت تنهار العقوبات ولن نحقق أي نتائج “٠

لم تكن نهاية إدارة أوباما نهاية أحلام أمريكا بشأن إيران. كانت للحكومة القادمة تطلعات أعلى. لقد أرادوا استخدام أقصى قدر من الضغط لإجبار إيران على جعل قيود نووية دائمة في خطة العمل الشاملة المشتركة من جهة ومن جهة أخرى،إجبارها على تنفيذ صفقة مع أمريكا بشأن برنامجها الصاروخي وحضورها في المنطقة. كان وقف بيع النفط الإيراني هو الخطوة الأولى لأمريكا لتحقيق رغبتها.

وأكد بومبيو ، وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت: “نحن مصممون على خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر ونريد القيام بذلك في أقرب وقت ممكن”.
بعد سنوات قليلة ، عندما كان ترامب يغادر البيت الأبيض ،نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا عن صادرات النفط الإيرانية وإضعاف حملة الضغط القصوى الأمريكية ضد إيران.والآن ، في الأيام التي نفدت فيها خيارات بايدن لمواجهة إيران ، وفقًا لشبكة CNN ، تمت إضافة حلقة جديدة إلى سلسلة التراجعات الأمريكية. مهدت الولايات المتحدة المسرح للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ، دون أن تتمكن من إدراج البرنامج الصاروخي وحضور إيران في المنطقة في نص الاتفاقية.

المصدر :جريدة جام جام