تحلیل حصري لـ "نگاه نو"
رد فعل متسرع لمقتدى الصدر على الاعتزال الفقهي لآية الله الحائري / العبور من المرجعية
بالنظر إلى مكانة مقتدى الصدر الاجتماعية وشعبيته ، فإن تزامن الأزمة في مجال السياسة والقيادة الدينية سيؤدي إلى انخفاض شعبية هذا التيار وتقليل أنصاره.
وبحسب نگاه نو ، أعلن آية الله السيد كاظم الحسيني الحائري ، المرجع الشيعي العراقي ، يوم الاثنين في بيان اعتزاله من مرجعية الشيعة بسبب المرض والتقدم في العمر.
كان آية الله الحائري أحد تلاميذ السيد محمد باقر الصدر. بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد الصدر ، اختارته مجموعة من أبناء الشعب العراقي ، وخاصة أنصار عائلة الصدر ، مرجعاً دينياً وسياسياً لهم.
هو الذي يعرف كمرجع ديني لكثير من أنصار التيار الصدري ومقتدى الصدر نفسه والان باعتزاله خاطب مقتدى الصدر بشكل غير مباشر وانتقد بشدة التفريق بين أبناء الشعب العراقي باسم شهداء الصدر.
هو أصدر بيانا أعلن فيه قراره وعدم استلام أية حقوق شرعية من قبل وكلائه وممثليه ودعا جميع المؤمنين إلى إطاعة الوليّ قائد الثورة الإسلاميّة سماحة آية الله العظمى السيّد عليّ الخامنئي (دام ظلّه)، فإنّ سماحته هو الأجدر والأكفأ على قيادة الاُمّة .
وجاء في بيانه :
“على أبناء الشهيدين الصدرين (قدّس الله سرّهما) أن يعرفوا أنّ حبّ الشهيدين لا يكفي ما لم يقترن الإيمان بنهجهما بالعمل الصالح والاتباع الحقيقيّ لأهدافهما التي ضحّيا بنفسيهما من أجلها، ولا يكفي مجرّد الادعاء أو الانتساب، ومن يسعى لتفريق أبناء الشعب والمذهب باسم الشهيدين الصدرين (رضوان الله تعالى عليهما)، أو يتصدّى للقيادة باسمهما وهو فاقد للاجتهاد أو لباقي الشرائط المشترطة في القيادة الشرعيّة فهو -في الحقيقة- ليس صدريّاً مهما ادعى أو انتسب”.
وبين هذا العالم الفاضل في بيانه أن إبقاء القوات الأمريكية المحتلة في العراق يعتبر من أكبر المحرّمات عند الله تعالى.
وكان آية الله الحائري قد انتقد في الأيام الأخيرة تصرفات مقتدى الصدر في الأشهر والأسابيع الأخيرة.
رد السيد “رشيد الحسيني” ، أحد رجال الدين المقربين من المرجع الشيعي الأعلى في النجف الأشرف ، على سؤال من الناس، بأن أنصار التيار الصدري أطلقوا على الاحتجاجات والتظاهرات الأخيرة ضد البرلمان والنظام القضائي في البلاد اسم” الثورة” على الفساد، وقال: “كل عمل ثوري يجب أن يرشده الإمام المعصوم وقت ظهوره أو المرجع الديني وقت غيابه. علينا الحصول على شرعيتنا من المرجعية … “٠
قوبلت كلماته هذه بهجمات شديدة من قبل أنصار مقتدى الصدر على مواقع التواصل الاجتماعي.
على اعقاب بيان آية الله السيد كاظم الحائري ،أعلن زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، الاثنين، اعتزاله العمل السياسي وعدم التدخل في الشؤون السياسية بشكل نهائي وإغلاق المؤسسات التابعة له.
منذ أكثر من شهر ، يقود التيار الصدري في العراق أنصاره إلى المظاهرات بسبب الخلافات السياسية ، وباحتلالهم مبنى البرلمان ، فشلت العملية السياسية في البلاد وأخروا تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي الوقت نفسه ، اعتصم أنصار الصدر أمام مجلس القضاء الأعلى العراقي باعتباره أهم مؤسسة قضائية في هذا البلد وتسببوا في إغلاق المؤسسات القضائية في العراق٠كما دعا مقتدى الصدر إلى حل مجلس النواب العراقي وإجراء انتخابات مبكرة في خطابه في 12 آب 2022 وقال: بعد حل مجلس النواب وبعملية ديمقراطية وانتخابات مبكرة لن يكون هناك مكان للوجوه القدیمة.
وادعى الصدر أن اعتزال المرجع كاظم الحائري العمل الديني “لم يكن بمحض إرادته”. النقطة المهمة في بيانه هي عبوره من السيد كاظم الحائري وجميع المراجع المعارضين له.
هذه خامس استقالة لمقتدى الصدر ، لكنها تبدو الأهم لعدة أسباب.
يبدو أن مقتدى الصدر باستقالة آية الله الحائري يرى المستقبل الديني الذي كان يتصور لنفسه ليصبح مرجعا وزعيما دينيا للشعب العراقي معرضا للخطر فمضي قدمًا في بيانه إلى الأمام، وعبر آية الله الحائري وأعلن بأن النجف الأشرف هي المقر الأكبر للمرجعية.
لقد مضى وقت قليل على انسحاب ممثلي التيار الصدري من البرلمان ، فاجأت الأزمة الحالية وغموض القيادة الدينية مقتدى الصدر ؛ لذلك فإن هذا الاعتزال هو رد فعل متسرع وغير محسوب على بيان اعتزال آية الله الحائري.
بحسب التجربة والتقييم لقرارات مقتدى الصدر ، فإن هذا التيار لم يسع إلى خلق أزمة متزامنة في مجال السياسة والقيادة الدينية.
وحسب بيان آية الله الحائري ، فإن تسليم أية حقوق شرعية إلى تيار الصدر يعتبر غير قانوني وحرام. بحذف هذه الأموال يفقد هذا التيار دعمه الشعبي ويتبين مدى اتکاله الاقتصادي على الحكومة فيما نفى مقتدى الصدر أية علاقة له ولمؤيديه بغير الشعب .
سيغضب التيار المعارض لسياسات العراق الحالية الذي قد تجمع تحت لواء الصدريين من أنباء خروج مقتدى الصدر عن السياسة. أساس هذا الغضب هو الاعتقاد بأن دماءتلى في تشرين الأول / أكتوبر 2019 ضاعت ، وهم أداروا ظهورهم للشعب العراقي ، واستسلموا لسياسة حلفاء إيران في العراق.
اعتزال آية الله الحائري اعتزال فقهي وسياسي ليس له أمثلة تاريخية مشابهة قريبة في التاريخ المعاصر .
يدعى على هذا الاعتزال اسم “الفقهي السياسي” لأن في نص البيان إشارات مباشرة إلى الفتن والاحتلال والتفريق.بالنظر إلى مكانة مقتدى الصدر الاجتماعية وشعبيته فإن تزامن الأزمة في مجال السياسة والقيادة الدينية سيؤدي إلى انخفاض شعبية هذا التيار وتقليل أنصاره.
هناك نقاط يجب الانتباه إليها:
بحسب التجربة ، فإن تيار الصدر يستخدم أي تكتيك لتحقيق غاياته وأهدافه. فإذا يرى تحقيق أهدافه رهينة زيارة الأربعين فلن يتردد في استغلالها.
إن الشعب العراقي هو الضحية الرئيسية لأعمال الشغب والاضطراب ، وقد وقع لسنوات ضحية الاضطرابات وعدم الكفاءة والفساد لمختلف التيارات.
بالنظر إلى استعداد ملايين الإيرانيين للتواجد في العراق ، فإن أفضل حل هو الرجوع إلى تجربة احتجاجات أكتوبر 2019 ، حيث توقفت الاحتجاجات مؤقتًا وفتحت الطرق لزيارة الأربعين.
الاستراتيجية الرئيسية وسر قدرة مقتدى الصدر ، بالنظر إلى مقدرته على حشد الناس ، هي جلبهم إلى الشوارع ، وهو ناجح للغاية في هذه الاستراتيجية لكنها ليست سلمية دائمًا ، ووفقًا للتجارب والتاريخ ، فقد أدت إلى العنف. وخلافًا لتغريدات الصدر حول الحفاظ على السلام ، فهو لا يستحي من إرعاب وحذف خصومه ، ويسعى في النهاية إلى الحصول على القدرة التامة كالبيت الشيعي.
تعليقك
- الحرب النفسية للكيان الإسرائيلي وضرورة الرواية الأصيلة
- المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران الجزائر.. هذه هي الأفلام الفائزة
- المؤتمر الدولي التاسع لحقوق الإنسان الامريكية من وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية
- استراتيجية العدو الصهيوني العسكرية تتهاوى أمام المقاومة وفتحت جبهات جديدة
- 7 أكتوبر والعودة إلى نقطة الصفر / لماذا عادت إسرائيل 70 عاما إلى الوراء؟
- قائد الثورة الاسلامية يمنح العميد حاجي زاده وسام الفتح
- لبنان؛ خذلان في غابة الذئاب لبنان تستغيث دون مجيب
- عملية الوعد الصادق 2 ومرفقاتها الدبلوماسية
- إنجازات رحلة بزشكيان إلى قطر/نجاح الدبلوماسية العامة
- 5 نقاط مهمة حول نتائج الهجوم الإيراني على إسرائيل
- المعركة النهائية مع الكيان الصهيوني قادمة: جرائمه الوحشية في لبنان وغزة مقدمة لنهايته الحتمية
- الوقائع الميدانية للحرب في لبنان/ الواقع كما هو