حصري لـ" نگاه نو" ؛
سعة صدر العراق / الخاسر والفائز في الأحداث الأخيرة
انتهت احداث العراق بكل مرارتها والتكلفة التي تحملها المواطن العراقي بنتيجة غير متوقعة وسلمية.
وفقًا لتقرير نگاه نو، على الرغم من استمرار الأزمة السياسية في العراق ، وإمكان تفسير كل حدث سياسي في هذا البلد على أنه هدوء قبل العاصفة ،يبدو أن إجراء انتخابات مبكرة وتشكيل حكومة قوية دون حضور مصطفى الكاظمي واتفاق جميع التيارات السياسية على هيكل سياسي جديد وتقبل الآراء المختلفة مع اللجوء إلى الحوار لحل الأزمة، والخروج من المأزق السياسي ، يمكن أن يعيد الاستقرار والسلام إلى العراق إلى حد ما .
لكن بعد أحداث اليومين الماضيين ، أصبح العراق عراقًا جديدًا بتجارب مهمة جدًا ورسائل جديدة.
التيارات الفائزة في الأحداث الأخيرة في العراق:
الحشد الشعبي
كان الفائز الأهم في أحداث العراق الحشد الشعبي الذي لم يدخل بأي شكل من الأشكال في هذا الصراع رغم قوته العسكرية وقدراته ، والدعم الشعبي والسياسي الذي يتمتع به ، وما انحاز إلى أي جماعة حتى على مستوى إصدار بيان سياسي ،حيث قدر مقتدى الصدر في مؤتمره الصحافي الحشد الشعبي.
هذا هو الموضوع الذي حسب الأمريكيون والكيان الصهيوني له حسابا ؛ لقد سعوا إلى جر الحشد الشعبي إلى صراعات داخلية ومن ثم تمهيد الأرضية لتدميره ونزع سلاحه.
بعد أحداث الأمس ،عندما قام عدد من الناس بتحطيم صور أبو مهدي المهندس ،كتب ناشط صهيوني في تغريدة هذه كانت اللحظة التي كنا ننتظرها منذ فترة طويلة.
الجيش العراقي وقوات الأمن
كان سلوك ونهج الجيش العراقي وقوات الأمن تجاه المتظاهرين ، حتى الجماعات المسلحة ، من النوع الذي نال إعجاب الرأي العام والتيارات السياسية العراقية وحتى الصدر نفسه.
وأثبت الجيش العراقي وقوات الأمن أنهما يبحثان فقط عن أمن الوطن وحياة المواطنين ، ولم يستخدموا حتى رصاصة واحدة ضد المتظاهرين والمسلحين.
أظهر ضبط نفس القوات الأمنية والجيش العراقي أن هذه الوتيرة دخلت مرحلة جديدة من التطور السلوكي والسياسي.
إطار التنسيق الشيعي
إن إطار التنسيق الشيعي مع تمتعه بكل الدعم الشعبي والسياسي وكذلك غالبية البيت الشيعي وإمكان استخدام حل الشارع ، في عمل لبق، دعا إلى استمرار عملية الحوار.
هذا النهج هو نتيجة التفكر والفهم الصحيح حول ما يجري وراء كواليس الاضطرابات وعواملها في الأشهر القليلة الماضية في العراق.
الرأي العام العراقي
رغم أن الشعب العراقي يمر بتجربة مريرة مع ظروف اقتصادية صعبة وفراغ سياسي ، إلا أنه في هذا الاختبار نجح في تحديد العدو الحقيقي ولم يدخل في صراع داخلي قط.
لكن الخاسرين في أحداث العراق هم الذين حسبوا لصراع دموي داخلي والخلافات في البيت الشيعي حسابا. هم كانوا يأملون أن تعود الأوضاع في العراق إلى أيام احتجاجات التشرينيين.
إن شبكات الإعلام السعودية مثل “العربية” و “الحدث” اللتين كادتا أن تتوليا إدارة الاحتجاجات الماضية لمصلحتهما ،فشلت في تنفيذ سيناريوهاتها هذه المرة. السيناريو الذي يقوم على أساس تدمير الحشد الشعبي وحتى اتهامه بإطلاق النار على المتظاهرين.
كان من المفترض أن يتم التخطيط لهذا السيناريو لإيران أيضا ،حيث تتأثر قضية الأربعين واجتماعه الكبير في أدنى نتائجه.
صحيح أن عمل الصدر وخطابه كان عملاً فريدًا في نوعه ، إلا أنه يجب قبول أن ما أنقذ العراق من حرب أهلية ، إلى جانب شجاعة مقتدى الصدر وأقواله ، كان سعة صدر المواطنين العراقيين وجميع التيارات السياسية لذلك البلد.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي