تحلیل خاص؛
“بداية الولاية الثالثة لـ” شي جين بينغ “/ نظرة على أداءه مدى 10 سنوات
انتخب المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني ، بعد أسبوع من المداولات والمناقشات ، شي جين بينغ رئيسًا للبلاد لفترة ثالثة على التوالي. في هذا التقرير ، تمت معالجة أدائه مدى 10 سنوات.
وفقًا لـ “نگاه نو” أصبح هذا الانتخاب أحد أهم محاور الإعلام الغربي بتغطية واسعة جدًا ،حتى تداولت رواية وسائل الإعلام الغربية ، في وسائل الإعلام الإيرانية المنحازة إلى الغرب حيث أن بعضها ذكرت شي جين بينغ بعنوان “ماو الجديد”. فقد أظهر هذا الأمر التحيز للنظرة الغربية التي تحاول أن تبدي أن تغيير قادة الحزب الشيوعي وتعيين القادة الشباب الذين يدعمون شي جين بينغ في هذا الحزب ، يدل على رغبة الصين في أسلوب ديكتاتوري.
وتوقعوا أيضًا أنه في الولاية الجديدة ، سوف يقوم شي جين بينغ ، مثل ماو ، بعملية تطهير حزبي واسعة لدرجة أنه سيؤدي في النهاية إلى الاستياء أو الحرب الأهلية في هذا البلد. في هذا الصدد ، وبالنظر إلى أن الدول الغربية تزيد مخاوف بشأن القوة المتنامية لشي جين بينغ ونوع إدارته في أزمة تايوان ، يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
_شي جين بينغ في خطابه في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي ، لم يشر بشكل مباشر إلى زيادة التوتر بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان بعد زيارة نانسي بيلوسي ، رئيسة مجلس النواب الأمريكي ، إلى هذه المنطقة وحاول أن يخفف ويلطف من لهجته تجاه تايوان من خلال التأكيد على مبدأ “الصين الواحدة” والتحدث عن “القوى الأجنبية” التي استهدفت هذا المبدأ.وأن يظهر أن الصين ليست ملحة للسيطرة على تايوان ؛فهذه سياسة كان قد أكد عليها في الأشهر القليلة الماضية.
_وفقًا لشي جين بينغ ، لن تنضم تايوان إلى الصين من خلال العمل العسكري ويجب أن يتوصل سكان المنطقة إلى هذه النتيجة أن العودة إلى وطنهم الأم أفضل لهم من أي خيار آخر. وأظهر بلهجته المعتدلة تجاه شعب تايوان وحكومة هذه المنطقة ، أنه لن يشكل أي تهديد أمني فوري لتايوان وليس لديه أي رغبة في شن حملة عسكرية على هذه المنطقة.
_هذا هو نفس التحليل الذي أكده العديد من الخبراء في شرق آسيا والصين وكانوا يعتقدون أنه لولا الأعمال الاستفزازية لأمريكا ، لكان من المتوقع ألا تحدث أي مناورات عسكرية في المنطقة. مع ذلك كانت تحاول وسائل الإعلام الأمريكية باتباع سياسات حكومتها ، توتير الأجواء في هذه المنطقة خلال الأشهر القليلة الماضية وقد صرحت مرارًا وتكرارًا أن شي جين بينغ داخل الحزب الشيوعي واجه انتقادات من أشخاص اعتقدوا أنه خلال زيارة بيلوسي لتايوان ، لم يكن لديه رد فعل حاسم وحازم على أمريكا وتايوان.أظهر الخطاب الأخير لزعيم الحزب الشيوعي أن شي جين بينغ لا يزال يريد انضمام تايوان الهادئ إلى الوطن الأم ولن يشهر السلاح فی وجه شعبه لأجل ذلك ، ومن ناحية أخرى ، فضل أن يظهر جانبه الهجومي لأمريكا ؛ لذلك ، فإن التأكيد على جهود الصين للحفاظ على الأمن والسلام في منطقة شرق آسيا يبدو مهمًا للغاية.
كلمات أنتوني بلينكين ، وزير خارجية الولايات المتحدة ، هي بالضبط في الاتجاه المعاكس لخطاب شي جين بينغ. هو يعتقد أننا سنشهد زيادة التوترات العسكرية بين الصين وتايوان في فترة ولایته الجديدة .بالطبع ، هذه القضية ليست مدرجة في خطط بكين العسكرية والسياسية ، وهي تظهر أن أمريكا تسعى إلى تطرف الأجواء.نظرة عامة على الأنشطة الأمريكية لزعزعة الاستقرار في منطقة شرق آسيا ومحاولة تسليح تايوان ضد الصين هي أحد المحاور التي يجب معالجتها أكثر من أي وقت مضى.
_في غضون ذلك ، فإن القضية التي تزيد مخاوف الغرب بشأن مستقبل الصين هي خطة زعيم الحزب الشيوعي لزيادة كمية المنتجات العسكرية في هذا البلد وفي نفس الوقت زيادة استخدام التكنولوجيا الحديثة فيها ؛ الأمر الذي ظهر بوضوح في خطاب شي جين بينغ.ودعا في هذا الخطاب شركات التكنولوجيا إلى جهود شاملة للفوز في مجال المنافسة مع الغرب ، وطالبها باتخاذ إجراءات حتى تصل الصين إلى الاكتفاء الذاتي في إنتاج السلع الاستراتيجية ذات التقنية العالية ولم تعد تعتمد على دول أجنبية أبدا.
الفرق بین خطابه الأخير وخطابه قبل ٥ سنوات أنه في السابق طلب الانتباه إلى السلع التي يحتاجها السوق للتقدم التكنولوجي لكنه هذه المرة حث الشركات صراحة على التحرك نحو إنتاج السلع الاستراتيجية التي يحتاجها بلده.وهذا يشير إلى أنه من المتوقع أن يتزايد التنافس الصيني الأمريكي على الرقائق التي يتم إنتاج معظمها في تايوان بشكل كبير.وهذا الأمر يجعل حاجة الصين إلى تطوير الأدوات العسكرية، مثل التقنيات اللازمة في القتال، أكثر من أي وقت مضى. ومن هذا المنظور، من المهم جدا معالجة الأسباب التي تجعل الصين والولايات المتحدة تتنافسان في هذا الصدد.
معالجة أداء شي جين بينغ على مدى السنوات ال 10 الماضية، يمكننا أيضا الإشارة إلى ما يلي: تمكن شي من إنشاء حملة لمكافحة الفساد وتعزيز النمو الاقتصادي في الصين، وتقديم صورة قوية ومقتدرة داخل البلاد. الحكومة تمكنت من إقالة ومعاقبة 1.5 مليون مسؤول طيلة عقد من الزمان بسبب الفساد.وفي الوقت نفسه، حاول من خلال مبادرة الحزام والطريق إحياء طريق الحرير القديم الذي يربط الصين بأوروبا، والآن، على الرغم من كل المشاكل التي سببت الحكومات الأمريكية لبكين، إلا أن هذا المشروع يتقدم بشكل غير رسمي بعيدا عن الخلافات السياسية والإعلامية.
يربط هذا المشروع الطموح 150 دولة اقتصاديا من شرق آسيا إلى جنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط أو منطقة غرب آسيا وحتى أفريقيا.
وفيما يتعلق بقضية الدفاع، تمكن من زيادة ميزانيات الدفاع الصينية بشكل كبير، مما جعلها ثاني أكبر دولة تنفق على الدفاع بعد الولايات المتحدة.في غضون ذلك، زادت الجهود المبذولة للتقدم في التكنولوجيا بشكل حاد، مما جعلت الصين منافسا قويا ومخيفا للولايات المتحدة في هذا المجال، لدرجة أن الصراع على تكنولوجيا 5G في زمن ترامب تحول إلى مواجهة دبلوماسية كاملة بين البلدين. وبناء على ذلك، يبدو أن مسألة تايوان ترتبط بقضية الرقائق والتقدم الذي أحرزته تايوان في إنتاج هذه الرقائق والحاجة الماسة للمراكز التكنولوجية في العالم، أي الصين والولايات المتحدة، إلى هذه الرقائق لا إلى القضايا العسكرية.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي