الإعلام هو حلقة التفكر وإنتاج الأفكار / ضرورة التنافس في مجال الإعلام

وبحسب نگاه نو ، انعقد اجتماع الإعلام وإدارة التطورات العالمية من الاحتكار إلى التوازن الإعلامي يوم الأربعاء 13 مايو في مركز “إعلام” الثقافي بحضور شخصيات مختلفة منهم : إبراهيم متقي الأستاذ الجامعي وعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران ، وناصر أبو شريف ممثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني ، ومهدي شكيبائي رئيس مركز  الإعلام الثقافي، حسين رويوران الأستاذ الجامعي ، مهدي عزيزي مدير مؤسسة نگاه نو الإعلامية ، أبو نور ممثل كتلة النهج الوطني في العراق ،ومنتظمي نائب مدير مؤسسة أفق نو.

في بداية هذا الاجتماع الذي عقدته مؤسسة نگاه نو وبالتعاون مع مرکز الإعلام الثقافي ، رحب مهدي شكيبائي رئيس مرکز الإعلام الثقافي بالحضور وقدم تعازيه بمناسبة استشهاد خضر عدنان المقاتل الفلسطيني قائلا :إن الصمت الذي اتخذ أمام هذه الجرائم يدل على النقصان الذي نشهده في عالم الإنسانية اليوم. آمل أن يتمكن الزملاء الإعلاميون من أداء أدوارهم بشكل جيد في مثل هذه الظروف .

وأضاف: كان الأسبوع الماضي أيضًا الذكرى السنوية لوفاة نادر طالب زاده رائد الإعلام في البلاد فأقدم التعازي لأسرة الفقيد والشعب الإيراني المسلم بهذا المصاب. أنا كشخص أتيحت له فرصة التواجد في مجال الإعلام وفلسطين ، أشهد أن لف شمل الزملاء الإعلاميين في جبهة المقاومة أمر صعب للغاية .وتابع الشكيبائي: بدأت الثورة الإسلامية منذ انتصارها محاولات للتواصل مع العالم المحيط بها في المجال الإعلامي وفي الثمانينيات اتجهت هذه الجهود نحو الساحة الدولية والميدانية ،وتحققت إنجازات ميدانية عديدة.طبعا هذه الإنجازات في مجال الإعلام لم تتحقق بالقدر الذي كان ينبغي أن تكون عليه ، ولكن منذ الثمانينات بذلت جهود جيدة في هذا المجال ، ونتائجها ملموسة اليوم.

وصل الإعلام المحلي بوسائل الإعلام الإقليمية والدولية

هو أضاف : بحمد الله أنشئت اليوم علاقات جيدة بين الإعلام المحلي والإقليمي والدولي . بينما قبل ذلك كان هناك نوع من فجوة الاتصال بين هذه الوسائل. في الماضي ، كان هناك نوع من نقص المعلومات بين وسائل الإعلام المحلية ووسائل الإعلام التي تعمل في المجال الخارجي ، ولكن اليوم تغطي وسائل الإعلام لدينا الأحداث الميدانية في المنطقة جيدا، ويتم تبادل المعلومات بين وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.قال رئيس مركز الإعلام الثقافي: إن التغييرات والتحولات التي حدثت في عالم الاتصال تسببت بطريقة ما في انهيار الاحتكار الإعلامي وخلقت تحديات وفرصًا في العالم.إن الإعلام اليوم هو الذي يهدي أذهان الناس نحو السلام والاستقرار وكذلك نحو القتل والحروب.

وتابع في هذا الاجتماع مهدي عزيزي مديرمؤسسة نگاه نو الإعلامية في كلمة:إن نگاه نو هي مجموعة تسلط الأضواء على الإعلام وفلسطين أي جبهة المقاومة، وترصد قضاياها .قضية فلسطين هي قضية شرعية أمة. في وقت من الأوقات ، بدأت نگاه نو عملها بعدد صغير لكن بعد عام 2006 حدثت أحداث زادت من حجم وكثافة محور المقاومة وتحول الاحتكار الإعلامي الغربي إلى توازن إعلامي.

وأضاف: في تطورات جبهة المقاومة ، كما تحولت حجارات الانتفاضة الفلسطينية إلى صواريخ بعيدة المدى ، تطور إعلامنا أيضًا تطورا كثيرًا واستهدف عمق منظور الكيان الصهيوني.وأضاف عزيزي: في الاضطرابات الأخيرة في إيران ، كانت هناك ضغوط إعلامية قوية على المجتمع وكان دور الإعلام مؤثرًا جدًا في هذا الصدد. أساس عملنا الإعلامي موضوع المقاومة ونعتبر أنفسنا جنود إعلاميين ونأمل أن نكون جنود الحاج قاسم الإعلاميين.

تقارب إعلام جبهة المقاومة

قال: إن تقارب إعلام جبهة المقاومة ملموس اليوم ويظهر أنه بالإضافة إلى نجاحاتنا في المجال المیداني ، فقد حققنا نجاحات وإنجازات جيدة في المجال الإعلامي أيضا. في العام الأخير وفي تطورات غزة ، حظيت هذه القضية بتغطية جيدة. اليوم نحاول فتح مكاتب لمؤسسة نگاه نو الإعلامية في تركيا ولبنان.

وأوضح عزيزي أن جبهة المقاومة وصلت اليوم إلى مستوى الردع العسكري وقد تبين التطور والنضج الموجودان في البعد الميداني لمحور المقاومة في مجال الإعلام أيضا.كان يوم القدس هذا العام مختلفًا عن الأعوام السابقة وحدث تحوّل فريد ومفاجئ في هذا اليوم.إن وسائل الإعلام الأجنبية تعتبر مجموعة نگاه نو رؤية جديدة فعلا وآمل أن نكون عونًا جيدًا جانب محور المقاومة.

بالإضافة إلى ذلك ، قال إبراهيم متقي ، عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران في كلمته :إن أمريكا على وشك الأفول في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ، ولكنها في مجال الإعلام والاتصال وإنتاج المفاهيم والسيطرة على الأذهان ،تشهد نمواً متزايداً .وأضاف:عالم اليوم عالم يقدر الحصول على الردع العسكري ، ولكن عندما تطرح قضية الإدراك الاجتماعي وعلاقة الفضاء الذهني للمجتمع بالبنية السياسية ، تظهر مشاكل كثيرة. الحقيقة هي أنه على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية ، زاد عدد وسائل الإعلام لدينا ، لكن انخفض أثر وسائل الإعلام على البناء الاجتماعي ، وبيئة الأجيال ، والمجموعات ذات الهوية .قال متقي: عام 2008 كان تحذيرًا. عندما ربطت الجماعات المحتجة مجال السياسة الداخلية بالسياسة الخارجية وتجاهلت موضوع المصالح الوطنية والاستراتيجية لانتقاد الحكومة ،ودخلت في بيئة انتقدت فيها الميزة النسبية للجمهورية الإسلامية.

هو قال: “للحكم ضرورة إستراتيجية وهي مسألة الإقناع”. تعد وسائل الإعلام مهمة إذا تتمكن من ترسيخ المعاني في العقل اللاواعي للمجتمع عبر الفضاء الإعلامي .في العام الماضي كانت هناك احتجاجات من قبل أجيال مختلفة على السياسات الحکومیة في الجمهورية الإسلامية ، ولكن للأسف لم ندرك طبيعتها ، وعندما لا نستوعب هذه المسألة ، يتم تقديم إجابات آلية تضعف مکانة المجتمع.

نظرة نقدية متعاطفة تهدف إلى حل المشاكل

وصرح متقي أنه في العام الماضي ،بين المتظاهرين كان أشخاص حضر آباؤهم في الحرب والجبهات وضحوا بأرواحهم.لقد حققنا ميزة نسبية تقوم على الردع في مجال العتاديات ، لكننا لم نسجل هدفا في إنتاج المحتوى الذي يستطيع أن يكون قوالب إدراكية. يجب أن يكون لوسائل الإعلام وجهة نظر نقدية متعاطفة تهدف إلى حل المشكلة. الإعلام هو حلقة التفكر وإنتاج الأفكار.لن تفيد الرؤية الميكانيكية الآلية الفضاء الاجتماعي ؛ لأن عصر اليوم هو عصر المعلومات والإعلام. لم تعرف بیئة الشرطة و قوات الأمن لدينا،البنية الاجتماعية وتحولات الأجيال.

وأوضح متقي: كانت كلية العلوم السياسية في جامعة طهران من أكثر الكليات ثورية يوما ما، لكن اليوم تنشب الاحتجاجات من كلية الفنون الجميلة.اليوم ، إذا كانت هناك حرب ، فهي حرب ذكية .أي أنها حرب العتاديات بالتعاون مع البرمجيات.نحن بحاجة إلى إنتاج المفاهيم وهذا المهم لا يتكلل بالنجاح إلا أن تكون هناك مجموعة تقوم بنقد ومعالجة قوالبنا الكلامية .وتابع: لذلك يجب أن تعلم وسائل الإعلام أن الأصل الأول لنقل الرسالة هو تنافسية البيئة الإعلامية. من أجل إدارة الحكم ، حسب رأي سماحة القائد الذي قال إن جهاد المعرفة أهم من جهاد التبيين ، يجب أن نعرف جيدًا القوالب الذهنية للجيل الجديد وفضاء التواصل لديهم.في ساحة الإعلام اليوم ، إحدى مشاكلنا هي مشكلة الكفاءة الهيكلية.

هو قال: إن قائد الثورة سمى هذا العام  عام كبح التضخم ونمو الإنتاج ، ولكن هل قام المسؤولون أيضًا بتخطيط نمطهم السلوكي وفقًا لشعار هذا العام؟يجب أن يكون لوسائل الإعلام اليوم وجهة نظر نقدية ؛ لأنها إذا لم تحظ بذلك ، فسيتم استبدالها بوسائل إعلام معادية. اليوم لا يوجد توازن إعلامي في العالم.

وبین متقي أن اليوم المجالات المصرفية والإعلامية في أمريكا بيد اليهود ولهم قدرة كبيرة في العالم ؛لذلك ، يجب أن تكون لدينا سياسة دقيقة في المجال الإعلامي ، ومن أجل الحفاظ على شرعية الهيكل ، يجب أن نكوّن قوالب معنائية وإدراكية مناسبة في المجتمع.الإعلام الثوري إعلام يعمق الإدراك الدقيق في جيل اليوم .اليوم ، تختلف الهياكل عن الوضع الحالي ، ويجب أن يكون لوسائل الإعلام نظرة ناقدة. القضية الرئيسية هي أنه كلما زاد جمهور وسائل الإعلام ، زاد نجاحها.

وبعد ذلک قال حسين رويوران ، الأستاذ الجامعي ، في كلمته: إن جمهورية إيران الإسلامية جعلت فلسطين أولويتها ، وعلى أساس هذه الأولوية تنشط في جانبين من العتاديات والبرمجيات. والسؤال هو لماذا نجحنا في مجال العتاديات ولكن لم نفلح في مجال البرمجيات.

تزويد الإعلام بتجارب ناجحة

هو أشار إلى إمكانية كسر الاحتكار في مجال البرمجيات والإعلام ، فقال:لا تعد إضافة إعلام إلى وسائل الإعلام ذات قيمة كبيرة ، ولكن تزويد وسائل الإعلام بتجربة ناجحة أمر مهم وقيم .في وسائل الإعلام الوطنية شكل الخبر إلقائي، ولكن في وسائل الإعلام غير الوطنية، رسالة الخبر تقوم على معرفة الجمهور والآراء المؤيدة والمعارضة.ليس من المستحسن أن نأتي ونطرح الرأي المعارض أو المؤيد فحسب،بل يجب علينا التعبير عن جميع الآراء حتى تتوفر أرضية الاختيار والمساهمة للناس في عملية برمجية.

واستكمالًا لهذا الاجتماع ، قال منتظمي نائب رئيس مؤسسة أفق نو أيضًا في بيان: إن الراحل نادر طالب زاده كان لديه رؤية وإلهام ، وهذه سمة أصحاب التأثير. اليوم نواجه أكبر تهديدات عالمية لأننا نعارض إسرائيل.وأضاف: لدينا جبهتان محددتان مع إسرائيل ، وهما الجبهتان الاقتصادية والإعلامية.اليوم يبحث العدو عن التأثير في برمجيات البشر، وهو تيار شيطاني. اليوم علينا أن نهتم بتثقيف المجتمع وتبيين تيار النفوذ البرمجي .

وأوضح منتظمي بالقول إننا نواجه حربا في المجالين: العتاديات والبرمجيات.إن طريقة التعامل مع هجوم العدو هي وضع الحرب الناعمة على جدول أعمالنا واتخاذ خطوات واعية في هذا المجال . علينا أن ننقل الحرب الناعمة من داخل المنطقة إلى الغرب. يجب أن نعلم أن العدو الصهيوني ضعيف للغاية وعلينا  أن نتغلب عليه في الحرب الناعمة كما نقف ونقاومه في الحرب القاسية.