خاص لـ"نگاه نو"؛
التحول في السياسة الخارجية لتركيا مع كمال كليجدار أوغلو / الاندماج في الهياكل الأوروبية الأطلسية
قال الدكتور بهمن شعيب عن الانتخابات المقبلة في تركيا إن السياسة الخارجية التركية ستشهد تغييرات عندما يتولى كمال كيليجدار أوغلو المنصب ،وسيتبع نهج الاقتراب من الغرب والاندماج في الهياكل الأوروبية الأطلسية مثل الناتو أو الاتحاد الأوروبي.
بحسب تقرير نگاه نو قال بهمن شعيب الخبير في الشؤون الاوروآسيوية حول أهمية الانتخابات التركية، لما أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية ستقام في نفس اليوم ،فهي ذات أهمية خاصة في الأجواء السياسية والداخلية لهذا البلد.
وفي الوقت نفسه ،من المفترض أن یؤثر اصطفاف القوى والتيارات السياسية داخل تركيا تأثيرا كبيرا على مصير ومستقبل هذا البلد ،وكذلك على اتجاه السياسة الخارجية التركية في السنوات المقبلة.
في الوهلة الأولى يتمتع اجتماع جميع القوى السياسية في تركيا تقريبًا في مجموعتين مختلفتين بأهمية بالغة ، أي أن تشكيل تحالفي الجمهور والشعب اللذين يضمان مجموعة متنوعة من الأحزاب والتيارات السياسية في تركيا ، يعتبر حدثًا مهمًا.
يمكن القول على وجه الخصوص إنها المرة الأولى التي تمكن فيها كل معارضي السيد أردوغان من الوصول إلى ائتلاف لإزاحته من السلطة ، وهذا حدث كبير وحديث.
صحيح أن المعارضة حاولت في الانتخابات السابقة أيضا تشكيل هذا التحالف والاتحاد إلا أنه لم يكتمل أبدًا بشكله الحالي وبمشاركة جميع الأحزاب المهمة التي تعارض الحكومة.
بالإضافة إلى هذه القضية ، يمكن أن يكون للانتخابات التركية تأثير كبير على القضايا الإقليمية والدولية وتؤثر شديدا على سياسة تركيا الخارجية.طبعا بقاء السيد أردوغان في السلطة يعني استمرار السياسة الخارجية التي اتبعتها تركيا في العقدين الماضيين ، ولكن عندما یمسك خصومه دفة الحكم ،قد يغيرون الوضع وتواجه سياسة أنقرة الخارجية التحول في بعض الإجراءات والمواقف.
لهذا السبب ، يمكننا القول إن التقدير الذي قدمته مجلة الإيكونوميست بأن هذه الانتخابات هي انتخابات مهمة في عام 2023 هو تقدير صحيح تمامًا وإن هذه الانتخابات ستؤثر بالتأكيد على مصير تركيا الداخلي والقضايا الإقليمية والدولية.
حزب الشعب الجمهوري ، بقيادة السيد كيليجدار أوغلو ، هو في الأساس حزب اتبع في تاريخه السياسي دائمًا نهج الاقتراب من الغرب والاندماج في الهياكل الأوروبية الأطلسية مثل الناتو أو الاتحاد الأوروبي ، وفي الواقع ، هذا الاتجاه كان جزءا من السياسة الخارجية لهذا الحزب منذ تأسيسه من قبل أتاتورك حتى اليوم.
نتيجة لذلك ، وبناءً على تجربة هذا الحزب السياسية وعلى أساس تصريحات السيد أوغلو العلنية والرسمية كقائد التحالف المعارض لحكومة أردوغان ، يمكن التوقع أنه مع انتخاب السيد أوغلو سنرى تغييرا في السياسة الخارجية لهذا البلد. و في الوهلة الأولى سيكون هذا التطور مرتبطًا بتحسين علاقات تركيا مع الدول الغربية.
وهذا يعني أن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي شهدت توترات سياسية بسبب السياسات التي اتبعها أردوغان في السنوات الأخيرة، ستتحسن .ومن المرجح أن يتابع السيد أوغلو فكرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مرة أخرى ، وستبرز هذه القضية في السياسة الخارجية التركية.
ومن جهة أخرى ، عادة لا يرغب حزب الشعب الجمهوري في التدخل في شؤون المناطق المجاورة لتركيا ؛ لذلك يمكن التوقع بأن تدخلات تركيا الإقليمية في دول مثل سوريا والعراق وليبيا وكذلك في منطقة القوقاز ، ستنخفض إلى حد ما ،خاصة وأن السيد أوغلو والمعارضة كانوا دائمًا ينتقدون سياسات تركيا الإقليمية في البلدان والمناطق المجاورة.
وأيضا هناك احتمال كبير أن تحدث بعض التغييرات في علاقات تركيا مع الدول العربية ومن الممکن أن تتغير علاقات تركيا مع قطر بسبب اتجاهات أردوغان الإخوانية وعلاقاته الوثيقة معهم.
كما ستكون هناك تغييرات في العلاقات بين تركيا ودول السعودية والإمارات ، ويجب أن نرى أيضًا تغييرات في العلاقات بين روسيا وأنقرة ، لأن خصم أردوغان لا تربطه علاقات جيدة بروسيا ، وفي الوقت نفسه تدعم روسيا أيضًا إعادة انتخاب أردوغان.
تعليقك
- ترامب يبحث عن اتفاق أو لعبة سياسية؟
- مفاوضات نووية جديدة؛ تكرار الماضي أو طريق إلى المستقبل؟
- الخطة الأمريكية لمستقبل غزة؛ طريق لسلام أم أزمة جديدة؟
- وقف إطلاق نار أم استسلام؟ الحقيقة وراء تراجع الكيان الصهيوني
- المستقبل السياسي في الشرق الأوسط يواجه تحولا غير مسبوق
- خلف کوالیس انتخاب رئيس لبنان الجديد؛ الضغوط والتحالفات
- تحديات الحكم في سوريا بعد الأسد؛ من التطرف إلى التدخل الأجنبي
- محاولة هيئة تحرير الشام لتبییض وجهها خلال طرح ادعاءات مناهضة لإيران
- عائشة الدبس؛ أداة للدعاية أم رمز للتغيير الحقيقي؟
- قطر وتركيا تستخدمان الغاز كسلاح سياسي
- ما الذي تبحث عنه تركيا في التطورات السورية؟
- السفير الروسي في لبنان يتحدث عن أبرز ملامح ما بعد سقوط الأسد
- لماذا لم تدخل إيران في تطورات سوريا / التحاصص التركي و مصير الجماعات المتطرفة