كاتب وباحث مغربي:
خطاب رئيسي في الأمم المتحدة موجّه للعالم وحتى للغرب نفسه
قال الكاتب والباحث المغربي المغربي د. إدريس هاني: إن مسألة حرق القرآن الكريم في دول أوروبا باتت ظاهرة، هذه المسألة تؤكد على البعد الرمزي للعالم الإسلامي والحضارة الإسلامية، بالتالي كان موقف الرئيس الايراني في إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة تصحيح وردّ على هذه الظاهرة.
ورأى الباحث المغربي في حوار له مع وكالة “نكاه نو” أنه لم يكن مستبعدا أن يقدم السيد رئيسي على هذه الخطوة، وأضاف: منبر الأمم المتحدة له اعتباره في العلاقات الدولية، لهذا يعتبر فرصة، كما تم التركيز في خطاب الرئيس الايراني على الثيمات الأساسية التي تشكل تحدي اليوم، لهذا كانت الحاجة ملحة لإظهار وتأكيد أهمية منع تكرار إنتهاك حرمة القرآن الكريم من هذا المنبر.
وأكمل قائلاً: إن مسألة حرق القرآن الكريم في دول أوروبا باتت ظاهرة، هذه المسألة تؤكد على البعد الرمزي للعالم الإسلامي والحضارة الإسلامية، بالتالي كان موقف الرئيس الايراني تصحيح وردّ على هذه الظاهرة.
وأضاف: القرآن يُرفع في الأمم المتحدة في الوقت الذي يُحرق وتنتهك حرمته على الأرصفة في بعض الدول الأوروبية.
وتابع بالقول: أيضا حديث رئيسي عن دور الأسرة وأهمية صونها والحفاظ عليها جاء لأنها باتت مستهدفة بشكل كبير، الحضارة الغربية تشكو من هذا الامر، حيث توجد حركة نقدية في داخل الغرب تُدافع عن حقوق الأديان وعن الحفاظ على الأسرة، فالخطاب الذي ألقاه الرئيس الايراني موجّه للعالم وحتى للغرب نفسه.
وأردف: كل ما تناوله الخطاب كان مبادرة مهمة جدا تجاوزت المطالب العادية، وحملت معها رسالة للدفاع عن الثوابت الأساسية المهددة اليوم في العالم، سيما الأديان وعلى رأسها الإسلام، علاوة على التحديات التي يواجهه مفهوم الأسرة، يأتي هذا في حين أن المؤسسة الانسانية اليوم مُهدّدة بسبب هذيان الحضارة الغربية.
وتابع د. إدريس هاني: كما تناول رئيسي القضية الفلسطينية لأنها قضية مازالت مطروحة في متاهة الأمم المتحدة، فالإحتلال يصعب عليه من الناحية الإستراتيجية أن يكون شريكاً في السلام، وهو يعيش حالة من النشاذ خصوصاً مع الأساليب التي يقوم بها في معارك جنين، وغيرها من بقاع فلسطين المحتلة.
واختتم الباحث المغربي بالقول: خطاب رئيسي تناول ثيمات مهمة، خصوصاً أنها صادرة عن دولة عضو في الأمم المتحدة، ومن المؤكد أنها ستؤخذ بعين الإعتبار، لا ننسى أن الأمم المتحدة أولت أهمية كبيرة بحوار الحضارات الذي طرحه الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي خلال فترة رئاسته، حين قال أنه لابد أن نجعل العام 2000 عام حوار الحضارات.
إدريس هاني من المفكّرين المغَاربة، الذين ساهمُوا، من زاويتهم المعرفية، في قراءة التّراث العربي الإسلامي. لكنّ المُثير في قراءة د.هاني للتّراث أنّه يقُول إنّها قراءة كُلّيانية شُمولية، تطرقُ المهمّش وترفع الحِجاب عن المسكُوت عنهُ في التاريخ.
تعليقك
- ترامب يبحث عن اتفاق أو لعبة سياسية؟
- مفاوضات نووية جديدة؛ تكرار الماضي أو طريق إلى المستقبل؟
- الخطة الأمريكية لمستقبل غزة؛ طريق لسلام أم أزمة جديدة؟
- وقف إطلاق نار أم استسلام؟ الحقيقة وراء تراجع الكيان الصهيوني
- المستقبل السياسي في الشرق الأوسط يواجه تحولا غير مسبوق
- خلف کوالیس انتخاب رئيس لبنان الجديد؛ الضغوط والتحالفات
- تحديات الحكم في سوريا بعد الأسد؛ من التطرف إلى التدخل الأجنبي
- محاولة هيئة تحرير الشام لتبییض وجهها خلال طرح ادعاءات مناهضة لإيران
- عائشة الدبس؛ أداة للدعاية أم رمز للتغيير الحقيقي؟
- قطر وتركيا تستخدمان الغاز كسلاح سياسي
- ما الذي تبحث عنه تركيا في التطورات السورية؟
- السفير الروسي في لبنان يتحدث عن أبرز ملامح ما بعد سقوط الأسد
- لماذا لم تدخل إيران في تطورات سوريا / التحاصص التركي و مصير الجماعات المتطرفة