2023/09/21
نسخ!

البحث عن معيشة …

البحث عن معيشة …

الفرق كبير جداً بين من يبحث عن معيشة وبين من يسعى وراء رغباته الدنيئة للحصول على لذة عابرة والآخر يبحث عن قوت يومه ليبلغ غايته كما يقال المال وسيلة لا غاية، وهذا مايحصل بلدنا العراق نجد من يعمل يومياً لقاء مبلغ خمسة وعشرون ألف دينار من المال ليس بقليل يسد حاجة عائلة مكونة من ستة أشخاص و يهدره في المقاهي وشرب الاركيلة، والآخر يهدره من اجل لعبة على الانترنت تسمى البوبجي وغيرهم من يصرفه على أمور تافهة.

يقابل أولائك أناس تبحث عن لقمه العيش الشريف ولا تجدها في وقت أصبح فيه الجار لا يعرف من هو جاره بل من هو أخاه حتى أصبح المجتمع طبقية الحاكمة والوسطى والعبيد فالاسياد تكب بقايا مائدة الطعام من ما لذ وطاب في القمامة مع الفضلات والقاذورات وغيرهم يتحسر على رغيف الخبز وليس الله بغافل عن أولئك الناس الذين يدعون فعل الخير فنجد أحدهم لا يعطي الدرهم في سبيل الله ويبني مسجداً ليكتب عليه اسمه أو يتبرع بشراء اثاث لاحد المساجد و أبناء جنسه يتضورون جوعاً ويشكون من الم السقم، يقول أبا عبد الله (عليه السلام) إني لألحس أصابعي من الاُدم، حتى‏ أخاف أن يراني خادمي فيرى‏ أن ذلك من التجشّع، وليس ذلك كذلك؛ إن قوما افرغت عليهم النعمة وهم أهل الثرثار فعمدوا إلى‏ مخ الحنطة فجعلوها خبزا هجاء، وجعلوا ينجون به صبيانهم، حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم. قال: فمر بهم رجل صالح، وإذا امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال لهم: ويحكم! اتقوا الله، ولا تغيروا ما بكم من نعمة، فقالت له كأنك تخوفنا بالجوع أما ما دام ثرثارنا (تعني مادام النهر الكبير يجري )يجري فإنا لا نخاف الجوع فأسف الله عز وجل، فأضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبات الأرض. فاحتاجوا إلى‏ أكل جبل الخبز ، و كان يقسم بينهم بالميزان ولن تدوم النعمة على أناس كفرت بنعمة ربها وترمي افخر انواع الرز الذي يباع الكيلوا غرام الواحد منه بالفين ونصف الدينار وغيرهم لاتجد أقل أصناف الرز الذي يباع عشرة كيلوا غرامات منه بسعر كيلوا غرام واحد من الرز الفاخر وتشكر ربها صباحاً ومساء حمد الشاكرين على ما رزقها من نعمة يقل له عندها شكرهم لأنها عظيمة لا تقدر بثمن ولاينسى الله عباده الشاكرين فمن يشكر يزيده من فضله ومن يكفر له عذاب اليم .

رسول عبيد الكربلائي

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم