2023/10/01
نسخ!

خبير سوري يستعرض لـ “نكاه نو” دلالات وأبعاد زيارة الأسد الى الصّين

خبير سوري يستعرض لـ “نكاه نو” دلالات وأبعاد زيارة الأسد الى الصّين

أكد الخبير السياسي السوري عضو الفرع السّوري للاتحاد الدوليّ للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين جعفر خضّور، أن الملف الاقتصادي هو الأهم بالنسبة لسورية، و هو شديد الحساسية لعدة أسباب، العقوبات الاقتصادية واحدة منها، وعامل رأس المال الوطني، وضرورة إيجاد خطة عمل تطبيقية لاتفاقات سبق عقدها.

تناول خضور في حوار له مع وكالة “نكاه نو” دلالات وأبعاد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الصين في 21 سبتمبر الجاري (2023)، تلبية لدعوة الرئيس الصيني شي جينبينج لحضور افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة فى مدينة هانغتشو، زيارة هي الأولى يقوم بها الأسد للصين منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، وهي الثانية من نوعها؛ حيث سبق له زيارة الصين خلال عام 2004، وقال الخبير السوري في هذا الصدد: تربط الصين وسورية علاقات تاريخية على مدار 6 عقود وتزيد، كان بادئها اتفاقية تعاون اقتصادي عام 1955، إضافة لتوريد صواريخ تحدياً لعقوبات غربية أمريكية فُرضت عليها، ووقَّع الجانبان العديد من الاتفاقيات منها: اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، والاتفاق على تقديم قرض بقيمة مائة مليون يوان لمدة عشر سنوات؛ لاستخدامه في تمويل مشاريع بترولية ومعامل إنتاج الغزل في مدينة حماة السورية عام 1996.

وأردف عضو الفرع السّوري للاتحاد الدوليّ للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحلفاء الصين: لا شك في أنّ زيارة الرئيس الأسد للصّين فيها دلالات غنيّة وعميقة، في الشكل والمضمون، و يدفع بنا ذلك لقرائتها بشكل عميق لا يقف عند شواطئ الزيارة كزيارة.

وعن أهمية دلالات زيارة الأسد الى الصين، أوضح خضّور في حديثه لوكالة نكاه نو: في التوقيت، تأتي في ظلّ تغيّرات عالميّة متسارعة يصعد فيها صوت دول الجنوب وتطلّعها للتخلّص من تبعات أحد أبرز وسائل الإرهاب الأميركي الحديث ألا وهو “العقوبات الاقتصادية”، وبالطبع، يوجد خطوات هامة جداً تبدّت على الصعيد الاقتصادي العالميّ عكست الرغبة في ترجمة هذه الرغبة، كون الاقتصاد وكأداة للسياسة يلعب دوراً محورياً في صياغة وحبك التموضع الدّوليّ في صورة العالم قيد التشكّل، ومن أمثلة ذلك توسّع عضوية “بريكس”، عجز أميركي اقتصادي بلغ 33 تريليون دولار، ارتفاع مستوى التبادل التجاري بين إيران و الصين، و روسيا ومجموعة البريكس لـ 121 ٪ وحالات كثيرة ظهرت بعد اجتماع مجموعة الـ ( 177 + الصين ).

وأكمل: في المضمون، لا يمكن النظر للسّاحة السّورية بمعزل عن بؤر التوتر التي لا تزال ملتهبةً فيها، فالحرب لم تنته بعد، ولتعدد الفواعل الدوليّة المرتبطة بالملف السوريّ عاملٌ مهم في إطالة أمدها وتعطيل صيغ حل تتباين رؤى تلك الفواعل فيها، من جهة أخرى، تجدرة الإشارة لنوعية الشراكة المنعقدة وهي في تدرّج الشراكات في الدبلوماسية الصينية تعني ( التنسيق وتوثيق التعاون في المجالات الإقليمية والدولية ).

وتابع بالقول: وتركيزي على لُبّ دلالة المضمون، ينطلق من نقطتين أساسيتين، الأولى الدور الصينيّ المتنامي وبقوّة في حل النزاعات بصورة سلمية. والثانية خيار الضرورة السوري في المرحلة الحاليّة وبعدها حتّى.

وعن أهمية الزيارة في تحطيم جدار العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري، أوضح خضور: من جهة الصين، فإنها ومن خلال “مبادرة الأمن العالمي/ فبراير 2023” تستطيع إيجاد فارق في كسر طوق العزلة السياسية عن سورية عبر تعزيز دورها في المحافل الدولية والمنظمات العالمية، وفي  قبولها “كشريك حوار” في “شنغهاي” تطور هام وبادئة خير، وفي مفردات المبادرة تسعى الصين من خلالها للعب دور تكامليّ تشبيكيّ بين الدول، عبر حل نزاعاتهم بطريقة سلمية والوصول لحالة من الاستقرار الذي بدونه لن تتحقق التنمية، وبرأيي أنّ في ذلك خرق يحقق آمال الراغبين بالتفلّت من الهيمنة الأمريكية، أو التوسّط بينها وبين المشهد المحبوك صينياً على أقل تقدير، فمن النقاط المحورية في المبادرة البند (5) تحديداً :”أكّدت الوثيقة أن الحرب والعقوبات ليست طريقة أساسية لحلّ النزاعات”. وهنا مكمن النّخر الذي يخلخل فوائض قوة السياسة الأمريكية، ويفتح المجال لإصلاحات سياسية ودبلوماسية تحقق الربح المشترك وتعمل على قاعدة التبادل النافع، كون العقلية التي تدعو المبادرة لتغييرها هي عقلية الحرب الباردة، والنزعة الأحادية، والهيمنة. أضف لذلك، أن الزيارة تأتي في هذا السياق الهام جدّاً برأيي، إذ ما انفكّت النظرة عن أن سوريا لا تزال في قلبِ حرب ضروس تستنزف قواها وتعطّل مسار النهوض فيها.

وأشار الخبير السياسي السوري الى أهمية الزيارة في الجانب الإقتصادي، وقال: بالنسبة لسوريا، الملف الاقتصادي هو الأهم، و هو شديد الحساسية لعدة أسباب، العقوبات الاقتصادية واحدة منها،  و عامل رأس المال الوطني، و ضرورة إيجاد خطة عمل تطبيقية لاتفاقات سبق عقدها. أمّا بنظرة بعيدة، يمكن لسوريا الاستفادة من تجارب الصين الاشتراكية، كون في سوريا ضرورة “جيوبوليتيكية” لمشروع “حزام واحد، طريق واحد” الصيني بفرعه البرّي الجنوبيّ، وهو يصطدم بكافة الأحوال بقضايا أمنية لم تُحَل بعد، لا سيما “قسد” في العراق وسوريا، والاحتلال الأمريكي في شمال شرق سوريا. و المطلوب هنا هو “الحلّ السياسيّ”حتى يؤدي لنتيجة إعادة الإعمار وجذب مشاريع الاستثمار .

واختتم كلامه بالقول: يبدو باكراً بعض الشيء توقّع أي المجالات أولاً سيشمل اتفاق الشراكة، فدبلوماسية الصين تقوم على الصبر والدقّة، وفوائد التعاون العائد للطرفين، والتغيرات المتسارعة بتنامٍ مضطرد تَشي بالانزياح نحو مرحلة أكثر استقراراً مع لهيب التنافس الاقتصادي، حتى نكون أمام مشهدٍ متعدد القوى ومتنوّع القوّة، تُفاضِل فيه الدول بين صاعدٍ أو متراجع، أو توسّط فيما بينهما، وأرجّح الأخيرة لأنها ستكون عنوان التنافس الصّامت القادم.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم