مقال خاص لـ "نكاه نو":
جائزة نوبل للسلام/ بين معايير القبول إلى أهداف وراء الكواليس
كان من المفترض أن تريح جائزة نوبل للسلام ضمير ألفريد نوبل صانع الديناميت الذي عرف بتاجر الموت حتى تطهر سمعته.
وبحسب “نگاه نو ” إن معايير قبول الشخص للحصول على هذه الجائزة ظلت سرية منذ سنوات ولا يعلمها إلا أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية والموساد. استطاع ألفريد أن يمحو وصمة صناعة الديناميت وتجارة الموت من ذاكرة العالم، لكن المرشحين لهذه الجائزة أظهروا للعالم مرة أخرى أن هذه الجائزة ما تزال مشحونة بالديناميت من ناحية التسييس والمآرب الكامنة وراءها.
إن التجارب الماضية والمرشحين الذين استحقوا الحصول على جائزة نوبل للسلام يظهرون جيدا مدى اختيار هذه الجائزة بطابع سياسي وللتأثير والنفوذ في الدول الأخرى.جائزة نوبل أصيبت بمصير جائزة الأوسكار وغيرها من الجوائز التي هدفها الأساسي هو الضغط على الدول التي لا تتوافق مع المعايير الأخلاقية الاجتماعية والسياسية للمجتمعات الأمريكية.عادة يتم اختيار المرشحين من الأشخاص الذين يعارضون نظاما سياسيا معينا.لا أحد من المرشحين ليس ضد أمريكا وسياساتها، بل إنهم يحاولون تقريب أنفسهم من جائزة نوبل من خلال تشويه سمعة مجتمعاتهم ليتمكنوا من إضفاء الشرعية على معارضتهم والحصول على دعم المنظمات الدولية التابعة لأمريكا في ظل الحصانة السياسية للجائزة.
كما أن مهمة هؤلاء الأشخاص واضحة تمامًا أيضًا في أن يصبحوا رمزا سياسيا ويتمتعوا بحصانة لتحقيق أهداف خلف الكواليس.إن جائزة العام الماضي کانت ذات طابع مناهض لروسيا ونالها شخص ومنظمتان تدعيان الدفاع عن حقوق الإنسان، و هما قد حصلتا على جائزة ودعم من NED الأمريكية قبل جائزة نوبل أيضا.يقول ألن واينستاين، أحد مؤسسي “NED”: “إن العديد من الأشياء التي نقوم بها اليوم كانت تقوم بها وكالة المخابرات المركزية سرًا قبل 25 عامًا”.وبعد أن أطلق على ألفريد نوبل لقب “تاجر الموت” بسبب صناعة الديناميت، ورث جائزة نوبل لتعزية نفسه وإزالة هذا العار.
لكن أخلافه تركوا في بعض الأحيان سجلا مظلما في اختيار الفائزين بهذه الجائزة.على سبيل المثال، حصل فريتز هابر على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1918 لإيجاد طريقة لإنتاج الأمونيا بكميات كبيرة.
وقد استخدم هذه الطريقة في الإنتاج الهائل للأسلحة الكيميائية في الحرب العالمية الأولى ودافع عنها حتى نهاية حياته.ومع منح جائزة نوبل للسلام لأشخاص مثل هنري كيسنجر وإسحاق رابين الصهيوني وياسر عرفات وباراك أوباما والاتحاد الأوروبي وشيرين عبادي وفائزة هذا العام، فمن غير المرجح أن تكون روح خالق الديناميت مرتاحة حول استغلال تراثه .إن العديد من الأشخاص الذين تم ترشيحهم لجائزة نوبل هم المتهمون الرئيسيون بالقتل والدمار والانحراف في مجتمعاتهم وبلدانهم.
تعليقك
- مفاوضات نووية جديدة؛ تكرار الماضي أو طريق إلى المستقبل؟
- الخطة الأمريكية لمستقبل غزة؛ طريق لسلام أم أزمة جديدة؟
- وقف إطلاق نار أم استسلام؟ الحقيقة وراء تراجع الكيان الصهيوني
- المستقبل السياسي في الشرق الأوسط يواجه تحولا غير مسبوق
- خلف کوالیس انتخاب رئيس لبنان الجديد؛ الضغوط والتحالفات
- تحديات الحكم في سوريا بعد الأسد؛ من التطرف إلى التدخل الأجنبي
- محاولة هيئة تحرير الشام لتبییض وجهها خلال طرح ادعاءات مناهضة لإيران
- عائشة الدبس؛ أداة للدعاية أم رمز للتغيير الحقيقي؟
- قطر وتركيا تستخدمان الغاز كسلاح سياسي
- ما الذي تبحث عنه تركيا في التطورات السورية؟
- السفير الروسي في لبنان يتحدث عن أبرز ملامح ما بعد سقوط الأسد
- لماذا لم تدخل إيران في تطورات سوريا / التحاصص التركي و مصير الجماعات المتطرفة
- افتتاح محطة نيو هورايزون للخزانات بميناء غرب بورسعيد بتعاون مصري إماراتي