رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة:
“طوفان الأقصى” تأتي في خانة الدفاع المشروع
أجرت وكالة نكاه نو حواراً مع الشيخ ماهر حمود رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، تطرّق خلاله الى أبعاد عملية طوفان الاقصى البطولية ضد العدو الصهيوني ومجرياتها على الأرض، مؤكداً أن المراهنة على تحرك وانتفاض شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ولا مراهنة على الأنظمة التي نُصبت لحماية المصالح الاستعمارية في المنطقة.
في مستهل كلامه يوضّح سماحة الشيخ “ماهر حمود” الأسباب التي دفعت حركة المقاومة الإسلامية حماس لشنّ عملية “طوفان الأقصى” ليتضّح للجميع الدفاع الرئيسي لإنطلاقها، وقال: من الطبيعي أن تنطلق هذه العملية البطولية بعد هذا الصلف والإستكبار الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، خاصة بعد وصول الحكومة الصهيونية الشديدة التطرف الى سدّة الحكم في الكيان الصهيوني، وبعد تصاعد الأذى والحصار والتضييق على الأسرى وعمليات القتل الميداني والإجتياحات المستمرة لمدن الضفة، واستمرار حصار غزة وعدم حصول أي تقدم على أي مستوى، فضلا على أن كل ما تم الإتفاق عليه مع السلطة الفلسطينية من خلال إتفاقية أوسلو وغيرها من الإتفاقيات التي لم ينفّذ فيها شيء، إلاّ تلك التي لها “اسرائيل” فيها مصلحة، كمثال على ذلك يُطبّق التنسيق الأمني واذا تأخر قليلا عوقبت السلطة وعوقب المواطنون الفلسطينيون، أما وقف المستوطنات والكفّ عن الأذى، أو رفض التعاون مع الضفة كمنطقة محررة، وقضية القدس الشريف واللاجئين لم يطبق منها شيء.
*”طوفان الأقصى” دفاعٌ مشروع
وأكمل سماحته: على رأس كل ذلك هذا الإستهتار والتحدي الدائم من المستوطنين للمسجد الأقصى وساحاته، والمحاولات الدؤوبة من أجل تنفيذ التقسيم المكاني والزماني، كل هذا الكمّ من التراكمات دفع الأخوة في حماس الى شنّ هذه العملية البطولية التي تأتي في خانة الدفاع المشروع وليس الهجوم.
وأوضح سماحة الشيخ حمود: هناك تغير في قواعد الاشتباك لأنه لم يفلح أي شيء في المرحلة السابقة في ردع التكبر والعدوان الاسرائيلي المستمر، فكان هذا التحضير الهادئ والمتراكم الذي بدون شك أنه غير قواعد اللعبة بشكل كامل. وقال: طبعا يمكن تغيير قواعد اللعبة عندما يتغير الوضع في المنطقة، وليس فقط في غزة أو فلسطين المحتلة، إذا ما نفذ محور المقاومة وعده في توحيد الساحات، واشتعلت الجبهات في دول المحور بكل من لبنان وسورية وايران ضد الإحتلال، حينها ستتغيّر قواعد اللعبة بالكامل.
*الغرب ينظر بعين واحدة
وعن الدور الغربي في دعم جرائم الصهاينة، قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة: لا شك ان التحالف الغربي مع “اسرائيل” ليس شيئاً جديداً، ونحن نعلم كيف أُنشأت اسرائيل بقرار غربي –أوروبي ومن ثم تولّت امريكا إتمام هذه المهمة، وهذا جزء مما ذكره تعالى: “ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس” (112، آل عمران)، يعني لا يرفع الذل عن بني اسرائيل إلاّ أن يتعاطف معهم الناس ويمدونهم بحبل النجاة او حبل الحياة، من حيث الشكل هو ما تجلّى في شدّة التعاطف الأوروبي –الأمريكي لأنه في هذه المرحلة هم يصورون حماس أنها المعتدية. وأضاف: لمن لا يقدّر قيمة الأقصى ومن يعانون في السجون وبقية المخالفات القانونية التي تمارسها اسرائيل، وعادة الغرب لايقدّر ذلك لأنه ينظر بعين واحدة ويكيل بمكيالين تجاه ما يحصل، فإن هذا الهجوم الذي شنّته حماس أعطاهم ذريعة أن حماس هي التي بدأت ونحن في موقع الدفاع، ونحن نصرّ أن حماس في موقع دفاعي ردّاً على الجرائم والانتهاكات التي يواصلها العدو الصهيوني، حيث لم تشارك حماس خلال الأعوام الأخيرة في أي عملية دفاعية للمقاومة بوجه الإحتلال، وذلك لأنها كانت تحضّر لهذه المعركة.
*التخاذل العربي إزاء جرائم الصهاينة
وعن عدم وجود ردّ عربي صارم إزاء جريمة العدو الصهيوني بقصف المدنيين في غزة وإرتكاب مجازر إبادة جماعية بحق أهالي القطاع، أما لماذا لانشاهد تحرك عربي، لأن أكثر هذه الحكومات العربية هي صنيعة الغرب، أتى بها المستعمر ولم تأتي بها الشعوب لا عبر إنتخابات شرعية سليمة ولا غير ذلك من الإجراءات. وبالتالي فإنهم بشكل عام لا يستطيعون أن يخالفوا الأوامر الغربية والاسرائيلية، إلاّ بحدود معينة في بعض الأوقات. كمثال على ذلك، ستة عشر عاماً من الحصار على غزة هو حصار عربي، هو حصار تمارسه مصر بشكل رئيسي، على سبيل المثال هناك حوالي 40 ألف من سكان غزة ينتقلون يومياً الى داخل فلسطين المحتلة ليعملوا هنالك بأعمال البناء والري وأمور أخرى، يكاد نقول أن اقتصاد غزة يعتمد على هؤلاء بشكل رئيسي، أي ان هنالك يوميا انتقال بين غزة والمناطق المحتلة عام 48، في حين أن هذا لا يحصل من جانب مصر، حيث أن كل مواطن من غزة يريد الذهاب الى مصر يعاني الكثير الكثير، تأخر في إعطاء الفيزا وإجراءات التأخير الأخرى على المعابر، فضلاً عن أن حكومة السيسي أقدمت مؤخراً على إغلاق وطمر الأنفاق التي كانت تعين أهل غزة على الصبر والصمود والحياة.
* نراهن على الشعوب
ما أريد قوله أن مانفذته مصر كان أشد قسوة مما تنفذه “اسرائيل”، ضربنا هذا المثال على سبيل الحصر، وبالتالي كيف يمكن للدول العربية أن تعترض إلاّ الاعتراض الشكلي أحياناً وحتى هذا فقدناه في بعض الدول، حيث رأينا بعض الدول العربية تعزي اليهود وترسل لهم المساعدات، ولا يرسلون أي شيء الى الفلسطينيين، وحصل هذا الأمر من قبل ثلاث دول عربية، يعني الوضع العربي متردي جداً، ولا نستغرب من هذا الموقف العربي المُخزي، إذ أننا نراهن على الشعوب حيث رأينا الشعب المصري رغم مرور 40 عام على توقيع اتفاق كامب ديفيد أنه يكنّ العداء للصهاينة ولجرائمهم ويتحيّن الفرصة للمشاركة في التحرير والمقاومة، هذا رغم أنه توجد فئة للأسف تعتبر أن حماس جزء من حركة إخوان المسلمين، وبالتالي يعادون المقاومة لهذا السبب، هذا رغم أن حماس ليست خاضعة لقرارات الإخوان، ولم تقع في أخطائهم الكبيرة، صحيح أنها خرجت من رحم الإخوان، لكنها ليست ملتزمة بقرارات الإخوان.
تعليقك
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي
- هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله