خبير ومحلل سياسي أردني لـ نكاه نو:
تهديدات إيران ستؤخذ بالحسبان من قبل الغرب.. ساحات المقاومة موحّدة
طوت غزة يومها الـ23 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، بحصيلة شهداء لامست الـ9 آلاف شهيد قرابة نصفهم من الأطفال بحسب وزارة الصحة في غزة.
في الأثناء وبينما يواصل العدو الصهيوني ارتكاب المجازر الجماعية بحقّ أهل الغزة وبينما تتسارع الأحداث وفيما باتت المنطقة على صفيح ساخن على إثر التصعيد الصهيو-امريكي، أجرى موقع نكاه نو حوارا خاصاً مع الكاتب والمحلل السياسي الأردني الدكتور محمد شريف جيوسي، تحدّث خلاله عن أبعاد العملية وإنعكاساتها على المنطقة برمتها.
في مستهل الحوار يقول د.جيوسي بشأن أي اتفاق لتبادل الأسرى: إن أي عرض إسرائيلي هو عرض مخادع، ما لم يتم تدمير آلة الحرب الإسرائيلية وتنتهي قدرة الردع والتفوق العسكري الإسرائيلية، وتتوقف العواصم الإستعمارية الغربية عن دعم “إسرائيل”، فإن أي عرض إسرائيلي هو عرض لكسب الوقت فقط، ومن السهل العودة عنه وإعادة قصف الأرض التي تنسحب منها مقايضة أو (إختياراً) أو إعادة إحتلالها أو حصارها، طالما أن ميزان القوة يميل لصالحها، والأمثلة على ذلك متعددة، منها إنسحابها من جنوب لبنان ومن غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، حيث تعود ثانية لأسرهم، بكلمات لن ينجح أي عهد أو إتفاق ما لم يتمتع محور المقاومة بقدرة مكافئة على الردع على أقل تقدير.
أما عن التحركات الدبلوماسية المكثفة في المنطقة، وإحتمالات وقوع حرب إقليمية على خلفية ما يحدث، يوضح المحلل الأردني: الجهود الديبلوماسية الإيرانية لن تؤتي أكلها غالباً، لأن الأطراف الأخرى الحاسمة غير معنية بنجاحها بل العكس، لأنها لن تمنح طهران فوزاً ولو بالنقاط. لكن تهديدات إيران (بأنها لن تستطيع وقف الحرب في حال إستمرت إسرائيل ومن يدعمها بالعدوان) ، هي التي ستؤخذ بالحسبان من قبل الغرب والناتو.
* احتمال نشوب حرب عالمية
وأردف المحلل السياسي الأردني توضيحه بشأن أبعاد آخر التطورات في المنطقة بالقول: الأن أصبح إحتمال تورط أمريكا في حرب مع إيران ممكنا، لأنه بالمصالحة الإيرانية السعودية لم تعد إيران بما يتم زعمه فزاعة للخليج الفارسي، ولأن إيران مع إضطرار “إسرائيل” نتنياهو وأمريكا بايدن؛ توسيع رقعة وحجم العدوان لإعتباراتهما الشخصية الداخلية الضاغطة إلى حد كبير وحاجتهما (لتحقيق نصر ) ستكون هي الأخرى ( أي إيران) أمام خيار لا ثاني له، لقيادة حرب إقليمية إلى حد بعيد، إلى جانب اليمن الحوثية والجماعات العراقية الثورية وسورية والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية، وقد تدخلها روسيا، في حال تعرض وجودها في سورية لإنتهاكات، وبالتالي قد تتحول الحرب إلى عالمية، خاصة أن “إسرائيل” دعمت أوكرانيا ضد روسياً، وقد تكون فرصتها للإنتقام من تل ابيب وتصفية الجماعات الشيشانية الإخونية في سورية، كما هي فرصة الصين للإجهاز على الإيغوريين في سورية.
*إقتناص الحدث
إلاّ أن الخبير والمحلل السياسي الأردني ورغم قراءته العميقة لمستجدات العقدين الأخيرين على المنطقة برمّتها، يدعو الى إقتناص الفرص من قبل محور المقاومة، ويقول: هذا لا يعني الوقوف جانباً، وعدم إقتناص الحدث لشن حرب حقيقية ضد الأمريكان والصهاينة، مع ملاحظة ضرورة عدم التركيز على حماس أنها صانعة النصر النهائي المنتظر، ولا على غزة وكأنها ليست قطعة من فلسطين ولا شعبها جزءاً غالٍ من الشعب الفلسطيني. وأضاف موضحاً: إذ ذاك وبكلمات ، تأخر إيران في المشا ركة تأخر منطقي ضروري.
*ساحات محور المقاومة موحدة
وأضاف: بلا شك إنها رسائل لا تحتمل أي لبس، أن ساحات محور المقاومة موحدة، إذ لا يمكن غير ذلك، ومن المهم إقتناص هذه اللحظات التاريخية، لإخراج أمريكا من المنطقة، باستهداف قواعدها كافة بما في ذلك قواعدها في قطر والأردن والصومال وليس فقط في الإمارات والكويت. كما ليس بالضرورة أن تكون الفصائل معلومة الأسماء، ولا بأس من إستحداث فصائل وأسماء جديدة.
أما بِشأن محاكمة “اسرائيل” على جرائمها، قال الخبير والمحلل السياسي الأردني: هما منحازان بدرجة كبيرة إلى “إسرائيل”، بخاصة المجتمع الدولي الذي يطلق على الولايات المتحدة الأمركية والـ 7 الكبار وحلف النيتو، والإمبريالية العالمية بعامة، وهذا لا يرتجى منه أي خير، لكن لا بأس من التحرك تجاهه، وبخاصة شعوبه ومنظماته الإنسانية وقواه التقدمية ومعارضاته والجاليات الإسلامية المستقلة فيه.
*المقاومة القوية المتفوقة والمنتصرة
وقال: قد تحصل القضايا العادلة على بعض الحقوق لدى المحكمة الدولية ، بخاصة عندما تصبح الجهة الطاغية وهي هنا “إسرائيل”، في وضع مكشوف لا يحتمل التحايل عليه، ومهزومة، فتصبح القرارات متضمنة بعض حفظ ماء الوجه، ولضمان بعض الإيجابيات له أو لها.
وأضاف: المقاومة القوية المتفوقة والمنتصرة هي التي ستفرض المعادلة سواء من خلال المفاوضات المباشرة في نهاية الحرب أو من خلال مشاركة المجتمع الدولي (وليس من خلاله وحده) أو من خلال المحكمة الدولية.
وتابع: الشوارع العربية والرأي العام العربي ملّ وما عاد يثق بالمفاوضات وتخاريف السلام، ولم تعد تروي ظمأه بيانات الإستنكار والشجب والتهديد والوعيد، وبات على قناعة بالغة بأن لا طريق لتحقيق الحقوق غير المقاومة، ولا سيادة الحرية والتنمية والإصلاح واجتثاث الفساد والإنحرافات إلا بالمقاومة. وهو أكثر صبراً وقدرة على التضحية في ظلها من معانيات دونها، وهو يتطلع ويريد مقاومات حقيقية شاملة.
أما عن توقعات المجتمع الصهيوني وتأهبه لحالة الحرب الشاملة في حال نشوبها، يوضّح الخبير والمحلل السياسي الأردني: الصهاينة معدون لحروب خاطفة بتقنيات عالية عسكريا وأدوات وتكنولوجياً، لا تتجاوز شهرين كحد أقصى. وشن حرب مقاومة شاملة الآن هو أفضل توقيت، بخاصة أن “إسرائيل” تشهد في الظرف الراهن إنقسامات حادة، كما أن الغرب يعاني من مشكلات حقيقية على غير صعيد، في حين أن العالم في حالة تغيرات إيجابية غير ملائمة لا لإسرائيل ولا للغرب، والمقاومات العربية في المنطقة إكتسبت خبرات كبيرة وإمتلكت تقنيات وتدريبات نوعية، كما لم تعد إيران بالمصالحة كما كانوا يزعمون فزاعة للخليج الفارسي، وأصجت دول عربية كـ الجزائروتونس والعراق ماضية على السكة الصحيحة.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي