خبير ومحلّل سياسي عراقي لـ نكاه نو:
أمريكا لا تريد التنازل عن الأحادية القطبية وهي تتربّع على عرشها
قال الخبير والمحلل السياسي العراقي عباس الزيدي، في حوار له مع وكالة "نكاه نو"، في ظلّ ما تتعرض له المنطقة والعالم من تحوّلات، أن واشنطن جادة في توجيه رسالة الى كل من روسيا والصين والدول الأخرى ولكل من خالفها، بانها لن تتنازل عن نظام عالمي أحادي القطب، وهي من تتربع على عرشه.
وأكمل الخبير العراقي كلامه: قبل اكثر من سنتين ناقشنا مايحصل على مستوى المنطقة والعالم تحت عنوان ((فرضيات معارك البحار والمحيطات المقبلة ))، وقد اخذت هذه الدراسة صداها في اهم مراكز البحوث والدراسات والمواقع والدوريات والصحف المحلية والعالمية.
وأضاف عن الدراسة التي أجراها: هذه الدراسة ناقشنا فيها عملية الصدام الحتمي بين المعسكرين الغربي والشرقي على نحوين التقليدي والنووي، والانتشار والتموضع وجبهات القتال برا وبحرا، وتوالت الأحداث واندلعت الحرب في اوكرانيا، وما أعقبها من حراك سياسي، ودعم واشتراك لقوات الناتو بزعامة واشنطن في مواجهة اتسمت بالندية لروسيا بوتين، ثم اخذت المعسكرات تعمل على نحو أبعد من حدودها لتتجنب الاخطار، خصوصا بعد ان لوّح بوتين باستخدام السلاح النووي ردّاً على تزويد واشنطن بأسلحة محظورة لاوكرانيا.
ويكمل الخبير العراقي قراءته للتطورات الدولية والتحولات الماثلة في النظام الدولي: ثم حصلت احداث متتالية نشرت فيها اساطيل بحرية في عمق الهادي والاطلسي والهندي، وعزّز الجانبين حضورهما في مجموعة من البحار لعل اهمها البحر الاحمر والابيض المتوسط وبحر البلطيق والخليج الفارسي، ولازالت الاستعدادات قائمة لحصار الصين، واغلاق روسيا في تحالفات عسكرية سواء في المحيطات او في البراري، وقد اخذت منطقة غرب آسيا (الشرق الاوسط) وأفريقيا اهتماما ملحوظا من قبل امريكا ومن تخندق في ركابها.
وأضاف: اليوم وفي ظل الأحداث الدامية وحرب الإبادة الجماعية في غزة التي يقوم بها الكيان الصهيوني، وبدعم امريكي مباشر استطاعت الاخيرة ان تعزز تواجدها العسكري في المنطقة هي وشركائها من قوات الناتو، بمزيد من حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات والغواصات للسيطرة على خزان النفط الكبير، ولأهداف اخرى، دون حراك يذكر من الصين او روسيا.
وأكمل بالقول: ها هي كرة النار تتدحرج نحو حرب إقليمية شاملة لتفتح الباب على مصراعيه نحو حرب عالمية ثالثة لن يسلم من عواقبها شعب او ملة، ولعل أخطر ماتواجه المنطقة هو عدد من الضربات النووية المحدودة المحتملة، كأحد خيارات الحرب الاقليمية وسيناريوهاتها وللاسباب التالية:
1_ ان واشنطن جادة على توجيه رسالة الى روسيا والصين ولكل من خالفها، بانها لن تتنازل عن نظام عالمي احادي القطب، وهي من تتربع على عرشه.
2_ لن تسمح لاي مشروع اقتصادي يجعلها في الخلف او تمارس دورا ثانويا.
3_ لاتستطيع واشنطن استيعاب ردود الافعال والانتقام الروسي، فيما لو اقدمت على مثل هكذا خيار ضد روسيا او الصين.
4_ تأمين مصالحها واندماج الاحتلال الاسرائيلي ونجاح مشاريعها في المنطقة والعالم، وهذا لايتم الا عن طريق القضاء التام على محور المقاومة.
5_ ان توجيه ضربة نووية محدودة الى طرف ثالث لايملك سلاح نووي بعيد عن حدود كل من روسيا والصين، وعن حدود امريكا له دلالاته ورسائله.
6_ من المعروف عن امريكا بانها لاتقدم على اي عمل عدواني دون استحضار الذريعة والاسباب، لكي تقنع الراي العام الامريكي والعالمي، وأيضا لترتيب صفوفها في التحشيد الدولي، واليوم الذريعة موجودة وجاهزة.
7_ الابواب السياسية مغلقة وموصدة امام امريكا، وتعاني فشل ذريع في تمرير مشاريعها لذلك هي مضطرة لخيارها الثاني الشهير، وهو تنفيذ سياستها عبر الآلة العسكرية وسياسة القوة
8_ ان القوة والغطرسة والعنجهية والهيمنة عناوين بحاجة الى ترجمة واثر ومصداق على الارض ظاهر للعيان، لكي يرتعد ويردع ويرتد من خالفها، وبذلك تنشر سطوتها عالميا لتقول فيما بعد انا ربكم الاعلى فاعبدوني.
9_ ماعادت امريكا تتحمل المواجهة المفتوحة في الاسلحة التقليدية.
واعتبر الخبير السياسي العراقي أن الجمهورية الاسلامية الايرانية باتت دون شكّ غصة وعقبة كؤود امام المشروع الصهيو-امريكي في المنطقة والعالم.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي