2023/11/28
نسخ!

عضو فريق التواصل الحكومي بالعراق لـ نكاه نو:

الرواية الفلسطينية مسيطرة على الرأي العام في العالم

الرواية الفلسطينية مسيطرة على الرأي العام في العالم

قال د.علاء عوده كريم الشغانبي، رئيس وكالة صوت الحق الدولية عضو فريق التواصل الحكومي -في مكتب رئيس الوزراء العراقي: أجزم انه لم يتمكن مجلس حرب الغزاة الصهيوني من تحقيق أي هدف معلن من أهداف عدوانه على غزة على مدى (48) يوماً من العدوان الهستيري المجرم على القطاع.

*البعد السياسي

وتناول الشغانبي في حواره له مع “نكاه نو” أبعاد عملية طوفان الأقصى والعدوان الصهيوني البربري على غزة، وقال: في البعد السياسي دفعت المقاومة الفلسطينية والصبر عند أبناء قطاع غزة، إلى صناعة وإعادة إنتاج مظاهرات التأييد الشعبي العالمي والعربي بمن فيهم يهود لا يؤيدون الصهيونية مطلقا لغزة والقضية الفلسطينية بشكل أربك الاحتلال الاسرائيلي، ناهيك عن الضغط الشعبي داخل دولة الاحتلال من أهالي الأسرى سواء بمظاهر التظاهر في تل أبيب او عبر الاعلام العبري، مما دفع بإتجاه تغيير مسار حكومة الحرب الاسرائيلية ورضوخها سياسيا أمام هذا الواقع المربك للاحتلال، وخروج السياسة الإسرائيلية من دائرة الأخلاق بعد هذا الاجرام الذي ارتكبته بحق اكثر من نسبة 3% من إجمالي سكان قطاع غزة البالغ نحو 2 مليون و 300 الف فلسطيني.

* البعد العسكري

وعرّج عضو فريق التواصل الحكومي -في مكتب رئيس الوزراء العراقي، على البعد العسكري لتطورات العدوان على غزة، وقال: في البعد العسكري، هنا أجزم  ان المقاومة الفلسطينية وعلى مدى (48) يوما من العدوان الهستيري المجرم على قطاع غزة، مستخدما كل ادواته العسكرية البرية والجوية والبحرية لم يتمكن خلالها مجلس حرب الغزاة الصهيوني من تحقيق أي هدف معلن من أهداف عدوانه على غزة، فلا هو منتصر ولا هو قادر حتى على تحديد أمكنة المقاومة الفلسطينية الصلبة، ولم يتمكن من الاستدلال على أسراه.

وأضاف: كل ما فعله الاحتلال في الأيام التي تلت السابع من أكتوبر، هو تدمير البنى التحتية بكل ما أوتي من حقد صهيوني، وتدمير ابراج ومساكن، ومستشفيات كشفت فيه آلة الحرب الاسرائيلية عن انيابها، وكشفت عن هستيريا العدائية المجرمة، مستخدمة اسلوب دعائي واعلامي مخاتل وكاذب يقلب الحقائق، ويحول الجلاد الاسرائيلي وسارق البلاد إلى ضحية، ولم يكتف الاحتلال بكل هذا فالقتل العشوائي للمدنيين كان ديدنه، والبربرية عنوان سلوكه، والدموية مسار ساسة الاحتلال الذي من الممكن وضعهم في خانة البلطجية.

*فقدان التوازن عسكريا

وأردف: عسكريا، المقاومة الفلسطينية أدخلت الاحتلال في “دوامة الاختلال”، وفقدان التوازن عسكريا كقوة مفترضة انها “لا تقهر”، وتم قهرها ليس على يد جيوش عربية، بل على يد مقاومة فلسطينية صلبة مسلحة بالعقيدة الايمانية والوطنية والحق، كما عملت المقاومة الفلسطينية على إفلاس دولة الاحتلال بكلفة عدوان يومي وصل لأكثر من (270) مليون دولار، وأكثر من ربع مليون مهجر من المستوطنين من غلاف غزة ومحيطها، واعداد قدرت بنحو 800 الف عامل فقدوا وظائفهم، امام هذا الواقع المندحر للاحتلال وجيشه، ارغمت المقاومة حكومة الاحتلال ورئيسها بنيامين نتنياهو على إلغاء كل عنترياتهم التي تشدقوا بها في بداية العدوان، والقبول بشروط الهدنة، وصفقة الأسرى الأولية، وما سيلي ذلك من صفقات لتبادل الأسرى، وأعتقد أن ذلك سيقود إلى المزيد من الهدن أمام حالة الانعزال والانهزام الاسرائيلي عسكريا وسياسيا.

* الأمريكي قرأ رسائل محور المقاومة بدقة

وعن ملامح وحدة الساحات في محور المقاومة والتي تجلّت بشكل كبير خلال المعارك الأخيرة في غزة، قال رئيس وكالة صوت الحق الدولية: العدو الأمريكي قرأ رسائل محور المقاومة بدقة وتعامل مع العمليات بجدية رغم التضليل الذي تعتمده الإدارة الأمريكية الكذب والتهويل إلا أن ما حصل من عمليات عسكرية كان له تأثير كبير على القرار الامريكي قبل الإسرائيلي،أن عملية طوفان الاقصى ارعبت العدو الإسرائيلي واغرقته في بحر أزمات، و ان عمليات اليمن والعراق وجهوزية المقاومة في لبنان تضاف لموقف الجمهورية الإيرانية الاسلامية، كانت كلها صفعات تلقاها الأميركي مباشرة حاول تغطيتها، لكنها  لقنته درسا، وبات يدرس خطواته بالميدان اكثر فاكثر، ولم ولن يتجرأ على مغامرة عسكرية، ولن يسمح كذلك للصهيوني بها، وسيعتمد أساليب مغايرة، ونؤكد بأن الامريكي أقرّ بتراجع دوره وسلّم بخسارة يسعى إلى تقليلها.

*محاكمة قادة “إسرائيل”

وأكمل الشغانبي: هناك إصرار غير مسبوق على محاكمة اسرائيل، بعد استشهاد أكثر من 14 ألف فلسطيني في قطاع غزة خلال نحو شهر ونصف، بينهم آلاف الأطفال، وسعي إسرائيل بشكل علني لتهجير 2.3 مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى صحراء سيناء المصرية، وتلويح أحد وزرائها بنكبة فلسطينية جديدة، وتهديد آخر بإلقاء قنبلة نووية على غزة، دفعت المجتمع الدولي للتحرك على أكثر من جبهة لمحاكمة قادة إسرائيل. إحدى هذه الجبهات تقديم كل من جنوب إفريقيا وبوليفيا وبنغلاديش وجزر القمر وجيبوتي، وهي دول أعضاء في محكمة الجنايات الدولية بطلب للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على غزة، وفق بيان للمحكمة في 17 نوفمبر. وهذا يعني أن دولة فلسطين لم تعد وحيدة في طلبها، وانضمت إليها خمس دول أخرى من الأعضاء، ما يشكل دعما للمدعي العام للجنائية الدولية للمضي في تحقيقه.

وأردف: ليس من المستبعد أن تنضم دول أخرى أعضاء في الجنائية الدولية إلى الدول الخمس، على غرار كولومبيا، التي أعلن رئيسها غوستافو بيترو، دعم بلاده دعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لرفع دعاوى قضائية ضد “إسرائيل” في المحكمة الجنائية الدولية. معظم دول أمريكا اللاتينية ونصف الدول الإفريقية بالإضافة إلى معظم الدول الأوروبية أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، إلا أن أغلب الدول العربية والإسلامية والآسيوية لم تصادق على قانون المحكمة، خاصة في ظل الانتقائية التي تتعامل بها المحكمة مع مختلف القضايا.

*جيش من مئات المحامين والهيئات الحقوقية

وأضاف: لكن الأمر لم يتوقف عند الصعيد الرسمي على أهميته، بل تشكل جيش من مئات المحامين والهيئات الحقوقية من مختلف أنحاء العالم بقيادة المحامي الفرنسي الشهير جيل دوفير، وأعدادهم في ازدياد، وقدموا دعوى قضائية للمدعي العام للجنائية الدولية، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، تطالب “بفتح تحقيق في الوقائع المنسوبة لجيش الاحتلال في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي”. كما أعلنت النقابة الثانية للمحامين الأتراك، اعتزامها تقديم شكوى قضائية لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن “الجرائم الإسرائيلية في فلسطين”. ومن شأن هذه الضغوط الدولية والشعبية التسريع في محاكمة قادة “إسرائيل” وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن ذلك مازال يصطدم بموقف متشدد من الولايات المتحدة، وبالأخص حلفائها الأوروبيين الأعضاء في المحكمة وبالأخص ألمانيا، رغم موقف إيرلندا وبلجيكا الداعم لفكرة محاسبة تل أبيب.

*الرأي العام الدولي يميل لمصلحة الفلسطينيين

وأكمل بشأن موقف الرأي العام العالمي مما حدث في فلسطين المحتلة: منذ اللحظة الاولى وعندما شاهد الرأي العام صور الدمار والقتل في قطاع غزة، فإن الرأي العام الدولي بدأ يميل لمصلحة الفلسطينيين، وهو ما تم بالفعل وما زال يتم التعبير عنه في مظاهرات بعواصم عربية وأوروبية ودولية بما فيها في الولايات المتحدة. ومستعد هذا الرأي العام لدعم فلسطين والوقوف ضد جرائم الصهاينة. الرواية الفلسطينية مسيطرة على الرأي العام في العالم، ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقف عن بث مشاهد القتل والدمار في غزة والمناشدات لوقف إطلاق النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء الى قطاع غزة.وإسرائيل ليست راضية عن مواقف المؤسسات الأممية والدولية، لا سيما أنها تحظى بمصداقية عالية لدى الناس في العالم.

* الوضع الهش للكيان

واختتم بالقول: لم يشهد الكيان الصهيوني مثل هذا الوضع الهش ومثل هذه الأحداث خلال السبعين سنة الماضية. الهشاشة الموجودة اليوم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وحتى العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني قد سلبت النوم من أعين كبار مسؤوليه وداعمي الصهاينة في جميع أنحاء العالم. من بين هذه الأحداث، يمكن أن نذكر فشل الكنيست في تشكيل حكومة مستقرة، وعدم القدرة على تشكيل تحالف بين التيارات السياسية، وظهور العديد من المشاكل بين السياسيين والمتدينين في الأراضي المحتلة.

وقال: الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تعد قادرة على تحمل المزيد، والاصوات تعلو يوماً بعد يوم مطالبة نتانياهو بالتنحّي، فيما الرأي العام العالمي بدأ بفتح عينه الأخرى التي لطالما اغلقها كرمى لعيون الإسرائيليين. وحتى مع حشد 100 الف جندي على الحدود الجنوبيّة للبنان، فالخوف الإسرائيلي هو ان يتمّ نقل المعركة الى الداخل كما حصل مع “حماس” مع فارق أساسي وهو ان حزب الله اكثر خبرة وخطورة من الحركة الفلسطينية، وافراغ المستعمرات من المستوطنين خير دليل على الخوف الكبير الذي يختلج الإسرائيليين من سيناريو تواجد الحزب في المقلب الآخر من الخطّ الأزرق، بحيث سيكون الإسرائيليون مجبرين على قصف أراضٍ وأماكن تابعة لهم، مع العلم انّ غالبية جنودهم سيكونون من الاحتياط الذين لا يملكون الخبرة الكافية للتعاطي مع حرب الشوارع المكلفة جداً.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم