خبير ومحلل سياسي عراقي لـ نكاه نو:
القسّام نجحت في تطبيق وتنفيذ المعركة المتكاملة
قال الخبير والمحلل السياسي العراقي "عباس الزيدي" أنه من اصعب المعارك تلك التي تمزج ما بين حرب العصابات والحرب النظامية، وهي بحاجة الى عقلية جوالة كبيرة تخطط وتدير المعركة، وتسيطر على التفاصيل الصغيرة وعلى اكثر من محور.
وأضاف الزيدي في حوار له مع وكالة “نكاه نو” حول طبيعة المعركة الجارية في غزة: بطبيعة الحال هناك فوارق كثيرة مابين المعركة العسكرية والاخرى الامنية التي يندرجان تحت لائحتهما كل من الحربين النظامية وحرب العصابات، وبالتالي اختلاف كل التفاصيل من الادارة والتخطيط والمواجهة.
وأردف: نحن اليوم امام نموذج جديد من الحروب مابين النظامية وحرب العصابات من جهة، ومابين الحرب الامنية والعسكرية من جهة اخرى، وايضا مابين الحرب البدائية (معدومة القدرات ليست التقليدية) والحرب غير التقليدية بلحاظ مايستخدمه العدو الصهيوامريكي من اسلحة محرمة وغير تقليدية، وهذا بحاجة الى فن وادارة جديدة.
وتابع كلامه لـ نكاه نو: مع التأكيد على عدم وجود اي مقاربات لمكامن القوة او توازن تسليحي بين القسام والكيان الصهيو-امريكي الوحشي على المستوى العددي او التسليحي البري والبحري والجوي، اوعلى مستوى الاستخبارات او مستوى الاقمار الصناعية والاتصالات والحرب الالكترونية، او في الدعم والاعلام والامن الوقائي او القدرات والمالية والمادية من موارد بشرية وعسكرية، ويمكن ان تتلاشى النسب الى تحت الصفر بين القوتين على مستوى وسائل الدفاع الالكترونية والصاروخية واجهزة الرادار والطيران المسير والقبة الحديدية…الخ، ان مستويات النجاح التي حققتها حماس عديدة قدمت من خلالها النموذج الامثل لفن ادارة المعركة لمثل هكذا معارك مختلطة وهجينة جديدة على مستويات مختلفة مابين التكتيك والاستراتيجية والتخطيط او السوق والتعبئة وواجبات هيئة الاركان والقيادة والسيطرة وفن ادارة المحاور، الى فن الخداع والتضليل وانتقاء الاهداف والسرعة والدقة وتحقيق عنصري المفاجئة والمباغتة والاستثمار الدقيق للمعلومات وتوجيه الجهد الاستخباري المسبق، ومن ثم الشروع في الصولة والهجوم في ساعة صفر.
وأضاف: مع استثمار الفوز والنصر تحت سقف زمني محدد من خلال الهجوم الجزئي في الدفاع الثابت اوالمتحرك والإحاطة والانسحاب واستشراف ردود الافعال واستيعابها بعد دقة تقدير الموقف، ومن ثم امتصاص زخم العدو وهجومه المقابل واستدراج العدو الى مناطق القتل والكمائن وفتح المجال له للتوغل المحدود دون السيطرة على الاماكن والمناطق، مع نجاح القسام في توزيع المهام والواجبات لجميع الصنوف والتخصصات كلا بحسبه، و التركيز على الاقتصاد في الموارد والاحتفاظ بقوات احتياط يعتد بها، وكذلك نجاحها الكبير في الحرب النفسية والتأثير على الرأي العام، وبالتالي تقدمها في المفاوضات، وقد توجت ذلك بعملية تبادل الاسرى مع التركيز على تعطيل الجهد الاستخباري للعدو للحيلولة دون كشفها لمواقع الاسرى، وحتى هذه اللحظة وللدقة العالية لمناورة القسام لم يستطيع العدو الصهيوامريكي ورغم قدراته العالية إكتشاف اي من مناطق الاسرى او خطوط القتال او الدعم المتمثل بشبكة الانفاق، بل على العكس من ذلك استطاعت القسام بتنفيذ اكثر من عملية خلف خطوط العدو دون تقديم تضحيات، وبذلك ارتقت القسام وحماس الى تطبيق وتنفيذ المعركة المتكاملة، والقادم اكثر في المنازلة الكبرى.
تعليقك
- “المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي