2023/12/07
نسخ!

محلل سياسي سوري في حوار الروية الجديدة؛

طوفان الأقصى مقدمة لطوفانات قادمة.. سورية جزء أساسي من أي معركة

طوفان الأقصى مقدمة لطوفانات قادمة.. سورية جزء أساسي من أي معركة

استأنف كيان الإحتلال عدوانه على غزة بعد انتهاء هدنة دامت أسبوعاً، وشنت طائراته غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، مما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من أهالي قطاع غزة، على خلفية هذه التطورات ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن تل أبيب أبلغت دولا عربية نيتها إنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة منعا لوقوع هجمات في المستقبل"، ما هي مآلات وتبعات تنفيذ مثل هذه الخطة؟ وهل هي قابلة للتحقق؟

في السياق يقول الإعلامي والمحلل السياسي السوري عبد الرحيم أحمد، لوكالة “نكاه نو”:  لقد أنشأت السلطات الإسرائيلية سياجاً تقنياً متطوراً كلف آلاف ملايين الدولارات على طول قطاع غزة منذ أكثر من 15 عاماً، وتم إنشاء جدار إسمنتي تحت الأرض وفوقها على حدود القطاع مع مصر، ولكن ذلك لم يمنع المقاومة الفلسطينية من بناء قوتها العسكرية وتطوير قدراتها لمواجهة سطوة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني، وتطوير منظومة صواريخ وطائرات مسيرة وقنابل كانت إلى جانب إرادة الشباب المقاوم وإيمانه بقضيته وحقه في أرضه، العامل الحاسم في معركة طوفان الأقصى فجر السابع من تشرين الأول التي تعتبر بحق مقدمة لطوفانات قادمة لن تستطيع أية مناطق عازلة من الوقوف في وجهها.

وأضاف موضحاً: لعلكم تذكرون كيف حاول الكيان الغاصب أن يقيم منطقة منزوعة السلاح خالية من عناصر حزب الله في جنوب لبنان خلال حرب تموز 2006 تمتد من نهر الليطاني إلى حدود فلسطين المحتلة جنوباً، ولكن خطة الكيان فشلت أمام إرادة المقاومة اللبنانية التي تشكل اليوم أكبر خطر على مستقبل الكيان باعتراف قادته العسكريين والأمنيين.

*ردّ قوى المقاومة الذي يتعاظم

وأضاف بشأن مآلات المنطقة العازلة التي يعتزم إيجادها كيان الإحتلال: أي منطقة عازلة يتحدث عنها الكيان وهو يعلم أن كل نقطة في فلسطين المحتلة هي تحت مرمى نيران المقاومة الفلسطينية الموجودة في القطاع؟ أي منطقة عازلة يتحدث عنها هذا الكيان المارق وقد انفق مليارات الدولارات على القبة الحديدة التي تحولت إلى قبة من كرتون أمام صواريخ المقاومة؟ لذلك نستطيع التأكيد أن أي منطقة عازلة يتحدث عنها الكيان هي مجرد أوهام أو محاولة لإيهام المستوطنين الإسرائيليين بأنهم في حال إنشاء مثل هذه المناطق هم في أمان.

وأضاف: أعتقد أن عملية طوفان الأقصى غرست في وعي الإسرائيليين أنه لا أمان لهم في أي مكان يتواجدون فيه في فلسطين المحتلة، وأنه لا مناطق عازلة ولا قباب حديدية قادرة على حماية الإسرائيليين الصهاينة من رد قوى المقاومة الذي يتعاظم يوماً بعد يوم.

*سورية هي جزء أساسي من أي معركة

وبشأن إندلاع أي حرب شاملة مع كيان العدو، أضاف عبد الرحيم أحمد : في الحقيقة، الكل يعلم أن سورية هي جزء أساسي من أي معركة تخوضها قوى المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي المحتل، فالدعم الذي تحظى به قوى المقاومة من سورية سواء في فلسطين المحتلة أم في لبنان لا يمكن لأحد أن ينكره، وهذا الدعم شامل على كافة الأصعدة العسكرية والسياسية. أما ما يخص الحرب الشاملة فأعتقد أنه لا يمكن أن نطلق عبارة “حرب شاملة” لأي حرب مع كيان الاحتلال الإسرائيلي إن لم تكن سورية فيها عبر جبهة الجولان. لذلك أعتقد أنه في أي حرب شاملة مقبلة ستكون سورية رأس الحربة في المعركة مع العدو الإسرائيلي.

*الأمم المتحدة رهينة للقوى الاستعمارية الغربية

وحول إقتراح الجمهورية الإسلامية الإيرانية إجراء استفتاء في فلسطين المحتلة بمشاركة جميع الأطياف بشان إقامة دولة فلسطينية وإنهاء ما يسمى إسرائيل، أضاف المحلل السياسي السوري: تاريخ منطقتنا مع الاستفتاءات التي نظمتها الأمم المتحدة غير مشجع، لأن المنظمة الدولية مخترقة أو رهينة للقوى الاستعمارية الغربية وبالتالي يُخشى أن يتم تنظيم هذا الاستفتاء بما يخدم الأجندات الغربية وليس مصلحة أصحاب الأرض الحقيقيين. لكن إذا ما تم فعلاً السماح لكافة الفلسطينيين في الشتات العودة إلى فلسطين والمشاركة الحقيقية في الاستفتاء، فإن ذلك سيؤدى حتما إلى قيام دولة فلسطين التاريخية بجميع أبناء فلسطين الحقيقيين من مختلف الأديان والأعراق، وانتهاء ما يسمى “إسرائيل” التي تم إنشاؤها بمؤامرة خبيثة من قبل بريطانيا.

وأضاف: للحقيقة أن هذا الاستفتاء إن حصل سوف يفضح الكيان الإحتلالي الذي يتحدث عن دولة للشعب اليهودي في فلسطين المحتلة، وهذا الحديث الذي يتنافى مع جميع شرائع الكون. فلو كان هناك حق للشعب اليهودي في دولة واحدة تضم معتنقي اليهودية، فسيكون أمامنا إمكانية الحديث عن إقامة دولة إسلامية تضم كل المسلمين في العالم، أو دولة مسيحية تضم كل المسيحيين في العالم، وهذا محال طبعاً. لذلك فإن الاستفتاء إن جرى بشكل نزيه وحقيقي وشريف، ينسف خطة إسرائيل بالحديث عن إقامة دولة يهودية في فلسطين، وسيؤدي حتماً إلى قيام دولة فلسطين كما كانت عبر التاريخ تضم كل من كان يقطن فيها قبل عام 1948 بالإضافة إلى ذرياتهم ومن مختلف الأديان والأعراق.

*الكيان المجرم لم يحقق سوى الجرائم ضد الإنسانية

وفي معرض ردّه على سؤال حول تمكن العدو الصهيوني من تحقيق أي من أهدافه في غزة، أضاف الخبير السوري: لاشك أن ما يقوم به الكيان الإحتلالي في غزة اليوم من حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، ويعكس بشكل واضح التآمر والتواطؤ الغربي مع كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك غياب الإرادة الدولية لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وأردف: أما هل حقق العد الصهيوني أي من أهدافه في غزة، فيمكن القول أن هذا الكيان المجرم لم يحقق سوى الجرائم ضد الإنسانية عبر ارتكابه المجازر ضد الأطفال والنساء وضد المشافي والمرافق الصحية في قطاع غزة. نعم لقد استطاع هذا الكيان المجرم أن يعبر عن نفسه بقوة ويظهر وحشيته أمام الرأي العام العالمي عبر ممارسة التدمير وسياسة الأرض المحروقة في قطاع غزة، هذا ما حققه العدو حتى اليوم. لكنه فشل في كسر إرادة المقاومة التي تكبد العدو خسائر بشرية وعسكرية كبيرة وتواصل دك المستوطنات الإسرائيلية بالصواريخ.

وأكمل: لقد أعلن الكيان ألاحتلالي أنه يريد القضاء على حماس والمقاومة الفلسطينية في القطاع وتحرير الأسرى.. لكن الكلمة الفصل هي للمقاومة التي طلبت مقابل إطلاق سراح كل أسير مدني تحرير ثلاثة فلسطينيين من سجون الاحتلال ومازالت تفرض كلمتها في أي بقعة من القطاع.

واختتم عبد الرحيم أحمد كلامه لوكالة نكاه نو قائلاً: نعم يستطيع العدو بآلته العسكرية المتطورة المدعومة أمريكياً أن يحدث الدمار والقتل في قطاع غزة، لكنه لن يستطيع أن يكسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني الذي رغم الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال منذ 17 عاماً، استطاع أن يطور قدراته العسكرية وأن ينشئ جيلا من المقاومين الأبطال القادرين على تنفيذ طوفان الأقصى وغيره من الطوفانات وإلحاق الهزيمة بالعدو المحتل.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم