قمة الشباب الدولية لمجموعة البريكس.. فرصة واعدة لإثراء أجندة التعاون العالمي
دينيس كوركودينوف رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ - في الفترة من 22 إلى 24 يوليو 2024، انعقدت قمّة الشباب الدولية لمجموعة البريكس في مدينة أوليانوفسك الروسية. كان هذا الحدث بمثابة إشارة دولية واضحة إلى أن مجموعة البريكس تطورت بشكل ملحوظ، وتحولت من أداة للتعاون بين رؤساء الدول إلى مؤسسة فعالة للغاية للتفاعل بين مختلف الفئات الاجتماعية، والتي لعب الشباب من بينها دورا رائدا.
كما جرى خلال قمة الشباب هذه، إثراء أجندة التعاون العالمي، وفقا للمشاركين في الحدث، بشكل ملحوظ، وحظيت مشاريع التنمية الجماعية التي طورها قادة الشباب بدعم واسع من قادة دول التحالف.
يتمحور العامل الرئيسي لأنشطة مجموعة البريكس الدولية حول القمم التي تعقد بشكل منتظم، والتي لا يحضرها فقط قادة الدول المشاركة ورؤساء الوزارات المختلفة، ولكن أيضا قادة الشباب المهتمين بالتعاون الوثيق والإبداع الجماعي. إن ممثلي الشباب المعاصرين هم الذين يتخذون، كقاعدة عامة، القرارات الأساسية بشأن اتجاهات العمل اللاحق للتحالف.
وفي أعقاب القمة، تم التوصل إلى اتفاقات بشأن عدد من المجالات الموضوعية من أبرزها: التعليم، والعلوم والتدريب، وريادة الأعمال بين الشباب، والتكنولوجيا والابتكار، والعمل المجتمعي للشباب والتطوع، والصحة والرياضة. كما تم اعتماد الإعلان المشترك لقادة شباب البريكس، والذي تم فيه إيلاء الاهتمام الأساسي لمجموعة كبيرة من القضايا الملحة في عصرنا، من تطوير ريادة الأعمال بين الشباب، وخاصة في مجال التكنولوجيا العالية، إلى تنظيم التبادلات الطلابية الدولية. إن نمو التوترات الدولية في الفترة 2022-2024 يدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في سردياته السياسية وإعطاء صوت، أولاً وقبل كل شيء، لممثلي الجيل الأصغر سناً، القادرين على تقييم الأحداث العالمية الجارية بشكل أكثر موضوعية ويميلون إلى الحوار البناء إلى حد كبير. وبما أن إطار البريكس قد شكل بالفعل أدوات للتفاعل العملي بين قادة الحركات والمنظمات الشبابية، فلم تنشأ أي مشاكل في عملية التحضير للقمة الدولية للشباب القادمة، ونتيجة لذلك تمكن شباب البلدان المختلفة من إظهار الوحدة مرة أخرى في آرائهم حول الحاجة إلى التعاون. وكان من أوائل الذين تحدثوا عن هذه القضية حاكم منطقة أوليانوفسك في روسيا أليكسي روسكيخ، وكذلك نائب وزير الشباب والرياضة الإيراني كالهور سينا ووزير الدولة لشؤون الشباب في الإمارات العربية المتحدة سلطان النيادي. وفي رأيهم، تُمحى الاختلافات بين البلدان عندما يُظهر الشباب الرغبة في تطوير الحوار الدولي والإبداع المشترك والصداقة بين الشعوب والتبادل الثقافي.
في الواقع غدت فكرة تقليدية مفادها أن قمة شباب البريكس تتحول بسرعة إلى أداة نشطة للتواصل والتفاعل الدولي، ونتيجة لذلك لا يمكن حسابها بمعزل عن أنشطة التكتل. ولهذا السبب، توصل المشاركون في الحدث بشكل معقول إلى إجماع على أن أولويات هذا التكتل يجب أن تركز في المقام الأول على سياسة الشباب، وبالتالي يجب أن يصبح عنصر الشباب الشعار الرئيسي للبريكس.
في الحقيقة تعاضد ممثلو شباب دول البريكس في إطار القمة الدولية من خلال الأهداف العالمية المشتركة والرغبة في السلام والأمن والتنمية والتعاون، وفي إطار تعزيز التعاون البناء والحوار والتعددية، حيث اعتبر المشاركون في القمة في مدينة أوليانوفسك الروسية العمل الجماعي أنموذجاً لهم، وذلك من أجل تفاعل أكثر انسجاما وانفتاحا وعدالة بين مختلف البلدان.
واسترشادًا بالأهداف والتطلعات المشتركة، انطلق ممثلو الشباب، أولاً وقبل كل شيء، من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الصدد، كان جدول أعمال القمة الدولية للشباب في مجموعة البريكس يهدف في المقام الأول إلى ضمان الإبداع الجماعي والتضامن، وتشكيل بيئة شبابية عالمية وتعزيز التعاون في إطار مبادرات ريادة الأعمال الشبابية. وفي الوقت نفسه، سمح جدول أعمال الحدث الدولي بتحديد اتجاهات العمل الإضافي لمجموعة البريكس من أجل حماية وتنفيذ حقوق الجيل الأصغر سنًا في ظل التوتر الجيوسياسي المتزايد. وتحت تأثير هذه العوامل، وفي إطار المنتدى الدولي للشباب في أوليانوفسك، تم تحديد ناقل التطوير الإضافي لمجموعة البريكس وتم تطوير برامج العمل المشترك وفقًا لأهداف وغايات التحالف في المستقبل القريب.
بالإضافة إلى الوزراء الروس وقادة مجموعة البريكس، حضر الحدث: مدير السياسة العامة للشباب في الأمانة الوطنية للشباب التابعة للأمانة العامة لرئيس جمهورية البرازيل نيلسون فلورنتينو جونيور، ووزير الدولة للسياسة الشبابية والرياضة في جمهورية الهند راكشا نيكيك خادسي، ونائب رئيس اتحاد الشباب الصيني، ونائب رئيس جامعة تيانجين (الصين) جونج جين لونج، والرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية لتنمية الشباب (جنوب إفريقيا) أساندا لواكا، ونائب وزير الشباب والرياضة الإيراني كالهور سينا، ووزير الدولة لشؤون الشباب، ورئيس الهيئة الاتحادية للشباب في الإمارات العربية المتحدة سلطان النيادي، ومديرة شؤون الشباب بوزارة المرأة والشؤون الاجتماعية في إثيوبيا روبا كيتيمو باهيرا. بالإضافة إلى ذلك، حضر القمة عبر الفيديو: وزير الشباب والرياضة في جمهورية مصر العربية أشرف صبحي، وكذلك وزيرة المرأة والشباب والإعاقة في جمهورية جنوب إفريقيا سينديسيوي تشيكونجا.
وأعرب وزير الدولة الإماراتي لشؤون الشباب سلطان النيادي، في كلمته خلال قمة الشباب الدولية للبريكس، عن اهتمامه الجاد بتوسيع التحالف من خلال استقطاب دول جديدة وإمكانيات التفاعل البناء داخله. واتفق مع هذا الرأي نائب وزير الشباب والرياضة الإيراني كلهور سينا أحد المشاركين في القمة، واقترح إنشاء لجنة تنظيمية دولية كجزء من التحضيرات لقمة الشباب التالية للبريكس. بالإضافة إلى ذلك، أعرب جميع رؤساء الإدارات المشرفة على سياسة الشباب في دول التحالف عن استعدادهم للتفاعل مع المنظمين الإقليميين للقمة لتبادل الخبرات في إعداد الأحداث الدولية اللاحقة.
تعليقك
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي
- هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله