تحلیل خاص؛
لماذا كان العراق الوجهة الخارجية الأولى لبزشكيان؟/ نقاط مهمة في رحلة الرئيس الإيراني
اختار الرئيس الإيراني "الدکتور مسعود بزشكيان" العراق كأول رحلة خارجية له ، وذلك أيضاً في ظروف كانت تتوقع بأن سياسة الحكومة الجديدة، سترتكز على الحوار والعلاقات مع الغرب أكثر من تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة.
حسب تقرير« نگاه نو »، عندما سُئل “السید بزشکیان” عن غرض رحلته إلى العراق، تظاهرت بعض وسائل الإعلام بأن دافعه وهدفه الوحيد للسفر إلى العراق هو زيارة المشاهد الشريفة خاصة مرقد الإمام علي عليه السلام في النجف الأشرف، وطبعاً إذا قبلنا هذا الدافع وحده فإنه يتضمن نقاطاً كثيرة ومهمة ذات رسائل كثيرة.
لكن الواقع شيء آخر. ذهب السيد الرئيس إلى العراق لأنه يدرك الفرص القادمة ونتيجة توسيع العلاقات مع العراق، والاستفادة من السوق الاقتصادية والتعاون السياسي بين دول الجوار والعراق.
يشكل العراق اليوم العمق العربي والاسلامي للأمة الإسلامية، وله مواقف قوية وحاسمة ضد إسرائيل في تطورات ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر في كافة التيارات السياسية.
بسبب طبيعته العربية والإسلامية فإن العراق قريب من إيران ولهما الكثير من القواسم المشتركة، ولأن العراق يرتبط بعلاقات عرقية وعربية مع البيئة العربية المحيطة به، فيمكنه أن يلعب دوراً مهمًا ومؤثرا في معادلات وتطورات العالم ، والخلافات بين إيران والبيئة العربية .
“الدکتور بزشكيان “هو أول رئيس إيراني يزور البصرة وإقليم كردستان خلال رحلته إلى العراق.
إن للبصرة وإقليم كردستان أهمية بالغة من الناحية الاقتصادية، فضلاً عن القواسم المشتركة العرقية والدينية، وقد لوحظت هذه النقطة جيداً خلال رحلة “بزشكيان”.
“الدكتور بزشكيان” يحاول خلق توازن مناسب بين العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان العراق ، ومن ناحية أخرى، فإنه يساعد بهذا الإجراء على الوحدة والتقارب السياسي بين الحكومة المركزية والسلطات في إقليم كردستان .
خلال زيارة “بزشكيان” لإقليم كردستان هو حتى لم یفرق بين الحزب الديمقراطي بزعامة “مسعود بارزاني” والاتحاد الوطني بزعامة “بافل طالباني” وسافر إلى المنطقتين والتقى بمسؤولي الحزبين الذين لديهم خلافات.حيث أن مصادر عراقية كتبت أن وجود الرئيس الإيراني بين قيادات التنسيقية الشيعية استطاع أن يقلص الخلافات بين بعض القيادات ورئيس الوزراء العراقي.
تمت هذه الرحلة بينما بعض المعارضين في الجماعات السياسية المحلية والأجنبية كانوا يتوقعون أن تكون على الأقل أول رحلة خارجية لبزشكيان إلى دولة أوروبية أو رحلة إلى نيويورك.
جدير بالذكر، أن الأميركيين قبل زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق،حاولوا تشويه هذه الزيارة أو التقليل من أهميتها.
على أية حال، أظهرت هذه الرحلة أن سياسة طهران بشأن النهج الإقليمي وخطابها المقاوم لا تتغير حسب تغيير الرؤساء ، بل حتى التنبؤ بنهج الحكومات المقربة من الإصلاحيين فيما يتعلق بالعلاقات مع دول الجوار والمنطقة قد يكون مختلفا أيضًا عن الدول السابقة .
تعليقك
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي
- هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله