خبير في الشؤون الدولية للرؤية الجديدة:
هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
فرهاد پاشاوند/ محلل وخبير في الشؤون الدولية: يقترب موعد حسم نتائج الانتخابات الأمريكية، وقد يسبب ما يتمخض عن هذه الانتخابات باندلاع احتجاجات بين حملات المرشحين، خاصة من قبل انصار ترامب.
لا يخفى على احد ان عملية استدراك الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعتبر امر محوري للتنبؤ بنتائج هذه الانتخابات، حيث تقوم الانتخابات الأمريكية على ركائز هيكلية معقدة، حيث تحمل هذه الركائز كل من المشاركة العامة المباشرة ونظام كلية الانتخابات الذي يرسم في نهاية المطاف ملامح الرئاسة.
كما ان الولايات الرئيسية ، التي يشار إليها غالبًا باسم “الولايات المتذبذبة” ، لها دور حاسم في حسم ماراثون الانتخابات بسبب عدم القدرة على التنبؤ بالاراء فيها، بالإضافة إلى ذلك ، يمكّن نظام الانتخابات الأولي الأحزاب من اختيار مرشحهم عبر سلسلة من أصوات الولايات، والتي تحدد في النهاية الطرف النهائي الذي سينافس نظرائه على كرسي الرئاسة.
بحسب آخر التقييمات، تختلف نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة، حيث بلغ متوسط آراء هاريس في البداية 2 ٪ ثم ترامب بفارق 2 ٪ ، والآن يبدو أن كل شيء متساوٍ، بينما لم يتبقى سوى يوم واحد حتى انتخابات 5 نوفمبر ، حيث لا تزال استطلاعات الرأي لا تظهر من سيكون الرئيس الأمريكي القادم، في الأيام القليلة الماضية، في حين تتارجح نتائج استطلاعات الرأي بسبب تقدم هاريس الى أربعة في المائة مقابل ثلاثة في المئة بالنسبة لترامب.
*أمريكا على حافة الاحتجاجات
من جانب آخر ، فإن المشاركة المنخفضة (72 مليون) ليست علامة جيدة للديمقراطيين ، والتي حشدت في عام 2020 أكثر من 101 مليون صوت لصالحها، إلا انها هذه المرة وبسبب عدم الرضا عن أداء بايدن وعودة ترامب التي باتت كليشه متعبة في ميدان السياسة الأمريكية ، اذ يجتمع جميع الخبراء على ان استراتيجية ترامب فقدت رونقها السابق.
ورغم أن استطلاعات الرأي تظهر أن المنافسة بين المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين يتم متابعتها عن كثب، إلا أن المقامرين يراهنون على نتائج الانتخابات الرئاسية ويبدون ثقتهم من أن دونالد ترامب سيفوز في السباق الانتخابي، ومع ذلك ، فإن العامل الأكثر أهمية في الفوز بالانتخابات ، ونتائجها في سبع ولايات في ولاية بنسلفانيا (19 صوتًا) ، نورث كارولينا (16 صوتًا) ، جورجيا (16 صوتًا) ، ميشيغان (15 صوتًا) ، أريزونا (11 صوتًا) ، ويسونسون ( 10 اصوات) ونيفادا (6 أصوات)، في هذه الولايات السبع الرئيسية تكشف معظم استطلاعات الرأي تقريبًا أن ترامب يتصدر المشهد.
بات الطريق اصعب على هاريس ، لكن تصدر ترامب للمشهد الانتخابي في سبع ولايات لا يعني أيضا أن النتائج قد حسمت. تقريبا النتائج في ولايتي أريزونا ونيفادا مضمونة لترامب. ولكن في الولايات الخمس الأخرى ، تكون المنافسة محتدمة جدا ، وهناك إمكانية لتبدل الأصوات. فرص ترامب أعلى قليلاً في الوقت الحالي ، لكن كل من ترامب وهاريس يحتاجان إلى أصوات انتخابية لثلاث ولايات من خمس ولايات رئيسية أخرى (بنسلفانيا ونورث كارولينا وجورجيا وميشيغان ويسكونسون).
لهذا نستطيع ان نقول أن نتائج الانتخابات الأمريكية متقاربة بشكل كبير، ويمكن أن يتحول هذا الامر الى مبعث لاندلاع حركات احتجاجية بين حملات المرشحين، وخاصة من قبل انصار ترامب.
وطبقا لنتائج دراسة استقصائية صالحة أجراها مركز أسوشيتد برس للأبحاث ، فإن المواطنين الأمريكيين يشعرون بالقلق العميق بشأن عواقب الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفقًا لاستطلاع الاستطلاع، أعرب ما يقرب من 40 ٪ من الناخبين المسجلين عن قلقهم “المرتفع” أو “الشديد” بشأن إمكانية وقوع العنف السياسي والجهود المبذولة للتشكيك في نتائج الانتخابات. كما أعربت نسبة مئوية مماثلة من المجيبين عن قلقهم من المحاولات القانونية لتغيير نتيجة الانتخابات.
كما تكشف نتيجة أخرى مثيرة للقلق في الاستطلاع أن حوالي ثلث الناخبين يخشون أن يتخذ المسؤولون في الولاية أو المسؤولون المحليون خطوات لمنع وضع النتائج النهائية في صيغتها النهائية، وفي جزء آخر من هذا الاستطلاع، أكد ما يقرب من 90% من المشاركين على أن المرشح الخاسر يجب أن يتقبل هزيمته بعد فرز الأصوات وحل الخلافات القانونية.
ومع ذلك، يعتقد ثلث الناخبين فقط أن ترامب سيقبل النتيجة إذا خسر. في غضون ذلك، يعتقد نحو 80 في المئة أن هاريس ستقبل النتيجة في حال خسارتها.
وفقا لذلك يمكن التوقع أنه في حال هزيمة ترامب سنرى أعمال شغب وحراك احتجاجي في أمريكا. لأن الجمهوريين يعدون عدة الاجراءات القانونية بهدف التشكيك في الثقة في نتائج الانتخابات في حالة هزيمة دونالد ترامب.
على سبيل المثال في ولاية جورجيا، عمل مجلس الانتخابات الذي يسيطر عليه الجمهوريون على تعزيز صلاحيات المسؤولين المحليين في مراجعة النتائج، ويقول الديمقراطيون إن ذلك قد يؤخر عملية التصديق على النتائج. وفي ميشيغان أيضا، رفع الجمهوريون دعوى قضائية ضد عدد من العاملين الجمهوريين في مراكز الاقتراع في ديترويت. وفي ولاية كارولينا الشمالية، يُزعم أيضًا أن قوائم الناخبين قد تسمح للمواطنين غير الأمريكيين بالتصويت، حيث تعتقد حملة كامالا هاريس أن هذه الإجراءات جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى التشكيك في شرعية الانتخابات، وتشبه هذه العملية محاولات ترامب السابقة للطعن في نتائج انتخابات 2020.
في الاثناء يحذر العديد من المحللين الأمريكيين من أن استمرار هذه الخلافات قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الثقة العامة وربما يفضي إلى اضطرابات مشابهة لأحداث 6 يناير 2021 في الكونجرس الامريكي .
تعليقك
- نظرة على إدارة ترامب الثانية /الحرب أو اللفتة السياسية
- المقاومة تتابع معادلة حيفا مقابل الضاحية بقوة
- معادلة حيفا والضاحية / الأمين العام لحزب الله يفي بوعده
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي
- هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله