كاتب وشاعر جزائري بارز:
تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
"جائزة فلسطين العالمية للآداب" جائزة عالمية غير حكومية تقام مرة كل سنتين، تأسّست عام 2019 بالتعاون مع اتحادات الكتاب والنقابات الثقافية والأدبية في بعض الدول الإسلامية ودول أخرى، وهدفها التعريف بالكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس.
وفتحت لجنة الجائزة منذ العام المنصرم باب المشاركة للأعمال المؤلفة في الأعوام 2021، 2022 و2023، والتي “تتحدّث عن المقاومة وتحرير فلسطين عموماً والقدس خصوصاً من الاحتلال الصهيوني، وكذلك الأعمال المتعلقة بفضح الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين”.
وتتضمن الجائزة أقسام القصص الطويلة والقصيرة وقصائد للأطفال، والرواية، والمذكرات، والشعر، والمسرح.
وتتم مراجعة جميع الأعمال التي تتلقّاها لجنة التحكيم من الدول المختلفة بعد إنتهاء مهلة الاستلام، من ثم تمنح أمانة الجائزة مبالغ مالية لأعمال مختارة من كل مجموعة بعد مراجعة العمل والاتفاق عليه.
لا يختلف عاقلان على أنّ تنظيم الفعاليات الأدبية حول القضية الفلسطينية، خصوصاً في ضوء ما يجري في فلسطين المحتلة من مجازر وحشية، سيشكل لا محالة وعيّا قوميا واسلامياً حول القضية، كما يعتبر مؤشرا إيجابيا لنهضة أدبية وثورة فكرية افتقدناها لعقود من شأنها أن تُحرك الضمير العالمي والإسلامي و العربي.لا يتوفر وصف للصورة.
ليس من باب المزايدة أن نُصنِّف الفعاليات الأدبية بمختلف تشعباتها ومحاورها بأنها تضاهي في تأثيرها وعنفوانها وبلاغتها قوّة السلاح، ألم تقم الثورة الفلسطينية على أكتاف الأدباء؟
عطفاً على ما سلف، وفيما لم تعد تفصلنا سوى أيام عن تظاهرة جائزة فلسطين العالمية للآداب في دورتها الثانية، أجرت “فينكس” حوارا مع الشاعر “يوسف شقرة” رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء و الكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب المغرب العربي، كما أن شقرة أحد أعضاء مديرية السياسات العامة للجائزة.
وفيما يلي نص الحوار:
-ما هي أهم مهمة لأهالي القلم في مواجهة القضية الفلسطينية وحرب محور المقاومة الاخيرة مع الكيان الصهيوني؟
اسمحوا لي أن أنقل لكم مشاعر المحبّة والاعتزاز من بلد الشهادة والشهداء الجزائر، بلد الأحرار والإباء، بلد العزة والأنفة، بلد المقاومة ونصرة الحق و دفاع من لا دفاع لهم، وأنقل لكم محبة كتابها ومثقفيها، كما أحب أن أنقل لكم اعتزازي الشخصي وكل إخوتي في اتحاد الكتاب الجزائريين قيادة وأعضاء للتعاون المتميز في مجالات شتى وعلى رأسها المجال الثقافي والإبداعي، وأعرب لكم في الوقت ذاته عن شكري وامتناني لما حظيت به من تقدير كبير أثناء تواجد بالمعرض الدولي للكتاب بطهران و توسيمي بشرف انتمائي لأمانة جائزة فلسطين الدولية وهذا ما ولد بداخلي فخر الانتماء، والشكر والإكبار لكم عن هذه النافذة التي فتحت لي عبر منبركم الإعلامي لتوصيل صوتنا لكم ولقرائكم ولكل إيرانية وإيراني مخلص لوطنه وأمته وانتمائه.
-برايك، الى أي مدى يكون السرد وانتاج أدب المقاومة والنضال فعالا في لفت انتباه الامم الى القضية الفلسطينية؟
فلسطين القضية تحتاج إلى كل الوسائل، بل أكثر في محتاجة لأسلحة النصرة التي تجعل منها حدثا يدخل بيوت العالم ليفضح الغاصب المجرم و أعوانه ومن خلفه، و الجائزة حين تكون دولية فهي بذلك تصبح وسيلة تبليغ ودعاية مقننة بالقضية وتثبيت لحضور اسم فلسطين في الراهن العالمي، كما أن اهتمام كتاب العالم بها تتبعا و مشاركة يساهم في هذا الحضور و يلسب القضية و الجائزة ثياب النصر والإنتصار في كل العالم..
-ما الذى دفعك الى الاهتمام بالكتابة عن فلسطين؟
إن وجود هذه الجائزة بعالميتها وباسم فلسطين وبهويتها الأدبية من شأنه أن يؤثر في الذاكرة الجمالية والمعرفية باستحضار فلسطين في أذهان كل من يسع بها ، لاسيما إذا صاحب ذلك جهد إعلامي لمجرياتها وتوزيعها وجهد توثيقي لطبع الأعمال وترجمتها ونشرها بشكل واسع في العالم بحيث تنتج عنها قوة ناعمة مناصرة للقضية في العالم.
في الجزائر، فلسطين أحد مكونات الوعي بالذات لشعب بأكمله والمقاومة عقيدة راسخة في القلوب و الضمائر لذا فان الإنتاج الأدبي في مجال المقاومة وفلسطين مزدهر طبيعيا مع اعتبار أن هذه الجائزة تجد نفسها في بيئتها الطبيعية عندنا.
-باعتبارك أحد الفائزين بالدورة الاولى لجائزة فلسطين العالمية كيف تقيّم ضرورة إطلاق مثل هذه الجائزة التى تسعى الى تعزيز انتاج الاعمال الجيدة والرائدة حول موضوع فلسطين؟
بالإضافة إلى دعم نشر الكتب ذات العلاقة، وإقامة ندوات وقراءة لها واستضافة مؤلفيها، بادرنا إلى الحصول على مخطوطات أدباء فلسطين في أراضي 1948 ومن كتاب الداخل المحاصرين وتمّ طبعها ونشرها في الجزائر بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية فكاً للحصار المضروب عليهم، كما دعمنا هذا الشهر كتابا جماعيا يحتوي على 30 قصة قصيرة عن جرائم الصهاينة في غزة بعنوان: (تشرين غزة، فجر مدينة محاصرة) لكتاب جزائريين و كاتب من غزة المحاصرة، بمبادرة من الكاتب الجزائري زين الدين بومرزوق، وآخر من الكاتب عبد الكريم ماروك بعنوان: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023، ومبادرات أخرى سترى النور قريبا، رغم شح الإمكانيات المادية.
-برايك ما مدى فعالية ودود جائزة أدبية عالمية لسرد قصة فلسطين والمقاومة فى النضال االناعم والثقافى ضد النظام الصهيونى؟
سؤال مهم وجوهري، وأرى أن الطبعات السّبقية مهمة وقليلة التكلفة إذا تمّ نشرها وتوزيعها الكترونيا، لأنها تحدث زلزال الانتباه والبحث وحب الاطلاع رغم محاذر السرقة في هذا المجال وهو لا يعني إهمال تنشيط إنتاج الكتاب الورقي الذي يتناول موضوع القضية الأساس فلسطين، لكن يبقى الدعم المادي للمؤمنين بالقضية من الميسورين و المؤسسات ضروري و أجدى.
-ما هي الحلول التي تقترحها لتوسيع نطاق الجمهور العالمي للاعمال المختارة بهذه الجائزة؟
لنجاح الجائزة الأدبية في التأثير على الجمهور العالمي في نظري لابد من توفير عوامل أهمها:
القيمة المادية للجائزة والإغراءات المرافقة للمشاركة بأكبر عدد ومن مختلف القارات.
الترويج الإعلامي للجائزة بكل الوسائل العصرية والسريعة، السمعي والبصري والإلكتروني وغيرها……
الاحتفاء بالفائزين في فعاليات كبيرة وبعث عنصر التشويق لدفع أكبر قدر من الناس في العالم لمتابعتها و التّعرف على نتائجها.
طبع الأعمال الفائزة ونشرها وتوزيعها بشكل واسع.
-ما هي الاجراءات التي يمكن اتخاذها لتشجيع وتعزيز رواة نضال وملحمة الامة الفلسطينية؟
بداية لابد من الاعتراف بأن الجائزة مولود جديد وهو في تطور طبيعي مفيد، ومن السابق لأوانه الحكم على هذا المنجز المهم الآن لكنه عمل جاد ويحظى بالاهتمام والإعجاب، أمّا المقترحات التّي أرى أنها أكثر نفعا ويمكنها أن تعزز الجائزة وتجعلها أكثر وضوحا و فعالية فإنني ألخصها فيما يلي:
جعل حفل توزيعها مداورة بين عواصم عدة في العالم. ونقل الحدث تلفزيا بالاتفاق والتعاون مع المؤسسات الإعلامية الكبرى موازاة مع الترويج عبر فضاءات التواصل الاجتماعي المختلفة والمختصين في هذا المجال. التّعريف بموقع الجائزة و جعله مستقطبا للمشاهد في العالم.
برمجة أمسيات شعرية تستضيف الفائزين في جامعات و مناطق كثيرة في الدول الصديقة من العالم.
ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغات العالمية الأكثر تداولا بالاتفاق مع المعاهد والمؤسسات المختصة ودور النشر التي لها مكانتها الدولية وتوزيعها إلكترونيا بالمجان.
-كيف يمكن تشجيع الجيل الجديد من الكتاب والتعبير عن روايات المقاومة؟
أعتقد أن الحروب الحديثة صارت تدار بأوجه متعددة ومتكاملة، فرواية مظلومية وملحمة الشعب الفلسطيني وبطش وعدوان الكيان الصهيوني هذا الجرثوم الخبيث الذي زرع في جسم الأمة، هو مكمل طبيعي لحرب المجاهدين العسكريين وحجارة الأطفال وغيرها لأنها أساليب متكاملة تقود إلى هدف واحد وهو النصر لاغير، فالصراع مع العدو هو عسكري وثقافي و إعلامي، الغالب فيه من ينتصر في ضمائر ونفوس الأفراد و المجتمعات في العالم.
-هل لديك مقترح لتطوير التعاون الدولى فى مجال أدب المقاومة فى فلسطين؟ كيف يمكن تعزيز هذه ا التعاونات؟
لاشك أن جائزة فلسطين العالمية للأدب بقيمتها العقائدية والمادية والإعلامية وباعتبارها نصرة للقضية الفلسطينية من شأنها أن تشجع الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين، كما أن استحداث جائزة لأحسن الكتب عن فلسطين نرى أنها تدفع الناشرين للتنافس و من شأنها أن تحفزهم على الإنتاج أكثر الكتب في هذا الموضوع، وهو في حد ذاته عمل ترويجي مواكب يخدم القضية، والله الموفق.
تعليقك
- «كامالا هاريس» ضحية تداعيات سياسة «جو بايدن
- تأكيد على أهمية تحفيز الكتّاب على إبداع نصوص تنتصر لفلسطين
- فوز ترامب/دور المسلمين في هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات
- د. محمد علي صنوبري: كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
- إذا هاجمت إسرائيل العراق،ستدفع تكاليف باهظة
- إحداثيات السلام الصهيوني / ما هدف مدعي وقف إطلاق النار في لبنان؟
- هل بدأ العد التنازلي لدوامة الفوضى في أمريكا
- السياسات الأميركية لا تتغير بتغيير الرئيس
- إستراتيجية بايدن.. تقطيع الوقت لغاية الإستحقاق الرئاسي
- هل حقا عماد امهز قيادي كبير في حزب الله
- التربية و الأخلاق
- “الاحتلال الصهيوني يقتل جنوده الأسرى .. وحشية تتجاوز كل الحدود”
- عبد القادر رئيسا للاتحاد الأفريقي للدارتس