2024/11/22
نسخ!

كاتب عراقي للرؤية الجديدة:

“المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”

“المقاومة اللبنانية أسطورة الصمود في وجه الغطرسة الصهيونية”

سمير السعد - في ظل المرحلة الحرجة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وقف الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، ليؤكد أن المقاومة ليست مجرد عنوان، بل هي روح الشعب اللبناني وسلاحه الذي لا يلين. حمل خطابه رسائل واضحة للعدو وللعالم: المقاومة ليست جيشاً نظامياً، بل قوة شعبية متجذرة في الإيمان والكرامة، جاهزة لتصدٍّ دائم في كل شبر يحاول العدو التوغل فيه.

“بيروت خط أحمر ” تحدث الشيخ قاسم بحزم عن المحاولات العدوانية التي استهدفت العاصمة بيروت، مشدداً على أن العدو يجب أن يدرك أن الأمور ليست متروكة، وأن المقاومة جاهزة للرد في أي لحظة. هذه الرسالة ليست مجرد تحذير، بل تأكيد على أن بيروت لن تسقط، وأن دماء الشهداء هي الضمانة لاستمرار المعركة ضد الاحتلال.

وفي خضم الأحداث، استحضر الشيخ قاسم فخر المقاومة اللبنانية بدعمها للقضية الفلسطينية، موضحاً أن لبنان يقف شامخاً إلى جانب غزة، جنباً إلى جنب مع العراق واليمن وإيران، بينما يكتفي العالم بالصمت. هذا الدعم ليس شأناً سياسياً فحسب، بل هو موقف أخلاقي وإنساني يؤكد أن المقاومة تتجاوز الحدود الجغرافية لتكون صوتاً للحق في وجه الظلم.

“الألم يولّد القوة ” لم يخفِ الشيخ قاسم حقيقة الألم الذي أصاب الحزب باغتيال الأمين العام السيد الشهيد السعيد ” حسن نصر الله ” ولكنه أشار بفخر إلى استعادة الحزب عافيته خلال أيام قليلة، وعودة كوادره لميدان المواجهة. “لدينا الكثير من أولي البأس الشديد”، بهذه الكلمات اختصر قوة المقاومة وصلابتها، مؤكداً أن الألم يصنع الإصرار، وأن الشهداء هم منارة الطريق نحو النصر.

العدو، رغم انتقاله إلى المرحلة الثانية من التوغل البري، يواجه نموذجاً استثنائياً من التصدي. المقاومة لا تحسب عدد إصاباتها، بل تحصي خسائر العدو ومواقعه المهزومة. إنها حرب الإرادة والعزيمة، حيث تواصل المقاومة كتابة فصل جديد من البطولة، تقدم فيه دروساً للعالم عن معنى الحرية الحقيقية.

إن خطاب الشيخ نعيم قاسم ليس مجرد كلمات، بل هو إعلان واضح بأن المقاومة هي صمام الأمان للبنان، وأنها الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه. المقاومة ليست قوة عسكرية فحسب، بل هي قصة وطن لا يعرف الهزيمة، وصوت شعب يرفض الانكسار.

“بيروت لن تنحني… والمقاومة لن تموت.”

في زمن الانكسارات الكبرى التي يعيشها العالم العربي، تقف المقاومة اللبنانية كأنشودة خلود، تذكّر الجميع بأن القوة الحقيقية ليست في عدد الجيوش أو ضخامة الأسلحة، بل في الإرادة التي لا تعرف التراجع. هي إرادة شعب آمن بحقه في الحياة بحرية وكرامة، ورفض كل أشكال الاحتلال والعدوان.

الشيخ قاسم، بخطابه الملهم، أعاد ترسيخ قواعد المواجهة مع العدو “لا مكان للخوف، ولا مساحة للتراجع ” العدو الذي ظن أنه يستطيع كسر إرادة اللبنانيين باغتيال قادتهم، فوجئ بحزب أقوى مما كان، وبشعب يحتضن المقاومة كحاضنته الطبيعية.

“دروس للصديق والعدو “المقاومة ليست مجرد بندقية تقاتل على الجبهات، بل هي مدرسة تعلم الصديق والعدو على حد سواء أن الكرامة الوطنية لا تُشترى ولا تُباع. الصديق يتعلم من لبنان معنى التضحية، والعدو يتجرع مرارة الفشل أمام شعب لا يعرف اليأس.

إن انتقال العدو إلى المرحلة الثانية من التوغل البري لم يكن إلا دليلاً على ارتباكه وسوء تقديره لحجم المقاومة. فكل محاولة توغل تُقابل بمواجهة شرسة تعيده خائباً. المقاومة اليوم تقدم نموذجاً جديداً في حرب المقاومة الشرسة ، حيث كل نقطة هي جبهة، وكل مقاتل هو جيش.

” رسالة للداخل والخارج ” للداخل، كان خطاب الشيخ قاسم دعوة للوحدة الوطنية وللتمسك بالمقاومة كخيار استراتيجي لا بديل عنه. بيروت عاصمة المقاومة، وهي قلب لبنان النابض، لا يمكن المساس بها.

أما للخارج، فكانت الرسالة واضحة “لبنان لن يكون إلا قلعة للحق، ولن يتخلى عن قضاياه المحقة، مهما اشتدت المؤامرات” .

“معركة الكرامة مستمرة” إن معركة لبنان اليوم ليست مجرد مواجهة مع العدو الصهيوني، بل هي معركة الحفاظ على الكرامة الإنسانية في وجه عالم اختار الصمت. المقاومة اللبنانية، بشهدائها وجرحاها، تسطر ملحمة جديدة في تاريخ العرب، تذكّر الجميع بأن الاحتلال ليس قدراً، وأن النصر ليس بعيداً عن يد من يضحي ويقاوم.

بيروت ستبقى شامخة، والمقاومة ستظل النبراس الذي يهتدي به كل أحرار العالم. إنها ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي حرب وجود… وصراع إرادات.

“لبنان المقاوم، شعباً وحزباً، يقول للعالم: نحن هنا… ثابتون حتى النصر” .

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم