2024/11/27
نسخ!

خاص لـ"نگاه نو"؛

لماذا اضطر الکيان الصهيوني إلى قبول وقف إطلاق النار في لبنان؟

لماذا اضطر الکيان الصهيوني إلى قبول وقف إطلاق النار في لبنان؟

اضطرت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار بناء على معطيات استخباراتية وتصريحات مسؤولين أمنيين وسياسيين في الكيان الصهيوني، فضلا عن آخر التطورات الميدانية والمعادلات الجديدة، خاصة في الأسبوعين الأخيرين في لبنان.

أن المسؤولین الصهاينة يقولون إن وقف إطلاق النار يضيع فرصة القضاء على المقاومة بشكل كامل، ومن جهة أخرى، فهو يعني الفشل الأمني والمعلوماتي لإسرائيل.

هم يعتقدون رغم وقف إطلاق النار، سكان شمال المناطق المحتلة ما زالوا يتعرضون للتهديد وإطلاق الصواريخ، والعديد منهم يرفضون العودة إلى هذه المناطق. ولكن لماذا اضطرت إسرائيل على قبول وقف إطلاق النار؟

قبل أسبوعين من انتشار الخبر حول وقف إطلاق النار ورحلة الممثل الأميركي في الشرق الأوسط إلى لبنان والأراضي المحتلة، حاولت إسرائيل إدارة وقف إطلاق النار تحت القصف من أجل فرض شروطها على الجانب اللبناني والمقاومة ،ومن جانب أخر حاولت أن تفرض شروطها على الجانب اللبناني عن طريق التحكم على الميدان وكذلك تغيير المعادلة وأيضًا مسايرة بعض التيارات السياسية في الداخل معها.

وبما أن تقديراتهم كانت مبنية على أن صفحة المقاومة قد طويت وتدمرت بنيتها التحتية ، فقد حاولوا تحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه ميدانياً في العملية السياسية بوساطة الأميركيين.

بالطبع فإن كلمة الوساطة ليست مصطلحاً مناسباً للأميركيين ؛ لأن الأميركيين أنفسهم جزء من المعادلة والطرف المتورط فیها والمنحاز لإسرائيل.

تظهر تجربة بضعة عقود للاحتلال الصهيوني أن اسرائیل كلما لم تحقق نتائج في التطورات الميدانية، حاول الأمريكيون إنقاذها من الخطر.

كانت التقييمات الأمنية الإسرائيلية لاغتيال الأمين العام لحزب الله ،الشهيد السيد حسن نصر الله، واغتيال كبار القادة الميدانيين، مبنية على أن صفحة المقاومة قدطويت والمقاومة اللبنانية لم تعد قادرة على المواجهة ؛ فلذلك بدأ الهجوم البري الإسرائيلي.

كان من الطبيعي أن تصاب المقاومة بارتباك بعد كل تلك الضغوط والأضرار في الأيام العشرة الأولى، إلا أنها تمكنت بعد ذلك من تغيير المعادلة بإعادة إعمارها، وأحبطت محاولات إسرائيل في الهجمات البرية لاحتلال جنوب لبنان والدخول فيه.

لقد فرض حزب الله على إسرائيل معادلة حيفا مقابل الضاحية، ولم تجر مفاوضات وقف إطلاق النار لصالح الكيان الصهيوني بل جرت لصالح المقاومة.

كما سبب حكم المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم الحرب التي ارتكبها نتنياهو وجالانت تكثيف الضغوط السياسية والدولية على هذا الكيان.

رغم مرور أكثر من عام على السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم تحقق إسرائيل أي نجاح في تحرير الرهائن الإسرائيليين، واضطر نتنياهو أن يلتمس الفلسطينيين ويحاول إعادة الرهائن بحافز قدره 5 ملايين دولار.

ومن ناحية أخرى، فإن التطورات داخل الأراضي المحتلة وخلق الثغرات والخلافات في النظام السياسي، فضلاً عن الاحتجاجات الواسعة للمجتمع الصهيوني ضد سلوك نتنياهو ونهجه، لعبت أيضاً دوراً مهماً في قبول وقف إطلاق النار.

خاصة أن المجتمع الإسرائيلي يعتقد أن نتنياهو جر المجتمع الإسرائيلي في مغامرات وحروب من أجل ضمان حياته السياسية.

وفي الصعيد الميداني أيضا، لم يتكلل الجيش الإسرائيلي بنجاح في جنوب لبنان، وكان تدمير المنازل والقرى والخسائر الفادحة في صفوف لواء جولاني الذي استقال قائده احتجاجاً على ارتفاع الخسائر، هي الإنجازات الوحيدة للجيش الصهيوني.

إن الخسائر العسكرية الإسرائيلية مستمرة في التزايد، والضغط الإسرائيلي على المدنيين في لبنان لم يتمكن من إعادة المعادلة، ومن ناحية أخرى، في غزة،أيضا لم يتحقق أي إنجاز لإعادة الرهائن.

في المقابل، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كان يتحدث دائما عن نهاية حرب غزة ولبنان في شعاراته الانتخابية، يرغب في إنهاء هذه الحرب قبل تولية منصبه واستخدامها كإنجاز سياسي ، حيث استخدم هذه القضية كورقة رابحة للفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية واستطاع أن يجمع أصوات العديد من المسلمين.

هناك عدة عوامل أجبرت نتنياهو على قبول وقف إطلاق النار أهمها: تحكم مقاومة حزب الله في الجنوب، والتقارب السياسي والميداني لحزب الله، والتركيبة السياسية للشيعة في الحكومة، والتحديات والأزمات الدولية لنتنياهو والاحتجاجات الداخلية و مايجري في البلد وكذلك الضغوط الدولية.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم