2025/08/09
نسخ!

جاء في مقال مهم في مجلة "فورين بوليسي:

كيف تغير الهجمات الإسرائيلية المستقبل السياسي لإيران؟ 

كيف تغير الهجمات الإسرائيلية المستقبل السياسي لإيران؟ 

بناءً على تحليل مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية:  غيّر الهجوم الإسرائيلي وجهة نظر الجيل الجديد في إيران.

وفقًا لتقرير “الرؤية الجديدة”، لسنوات عديدة، كان العديد من الإيرانيين يعتبرون الحروب بين إسرائيل والولايات المتحدة وبلدهم أمرًا بعيدًا أو مجردًا أو مفروضًا. كانت هذه الحروب تنشب في سوريا أو لبنان أو العراق لا في أصفهان أو طهران.

تعرضت الاستراتيجية الإقليمية للجمهورية الإسلامية لانتقادات سواء في الداخل أو الخارج، باعتبارها متطرفة واستفزازية وعازلة.

لكن حملات يونيو/حزيران غيرت هذا التصور. لم تكن هذه الحرب صراعًا على جبهة بعيدة وبالوكالة ، بل كانت مباشرة وسريعة، ووضحت للإيرانيين العاديين أنهم لم يعودوا مجرد متفرجين. فإسرائيل والولايات المتحدة بات بمقدورهما الآن التوغل واختراق عمق حدودهم تقريبًا، وبحصانة من المحاسبة والعقاب.

بين عشية وضحاها، فجأة شعرتُ بتغيير عميق بين العديد من متابعيَّ في مختلف أرجاء المجتمع الإيراني. حتى الإيرانيون الذين كانوا يرفضون في السابق الشعارات الرسمية للقائد الأعلى للثورة ، علي الخامنئي، بدأوا يرددونها.

لم تُثِر هذه الهجمات المشاعر الوطنية فحسب، بل أيقظت شعورا عاما بأن القوى الخارجية تجاوزت كل الخطوط الحمراء. حتى أقسى المنتقدين بدأوا يوجّهون سهام غضبهم نحو الخارج بدل الداخل.

قال لي فنان في طهران بأني كنت أصرخ خلال الاحتجاجات مع المحتجين بعدم إرسال أموال إيران إلى لبنان أو فلسطين… لكني أدركت الآن أن القنابل التي تواجهنا هي ذاتها في كل مكان.ستأتي الحرب إلى عتبة دارنا إذا لم نتجهز بخط دفاع إقليمي قوي.

لعل التحوّل الأكثر مصيرية هو ذلك التحوّل والانزياح الجيلي. فليس هذا الجيل ، جيل 1979 الذي يؤيد المواقف التقليدية، بل هم أبناء وأحفاد ذلك الجيل الذين نشأوا على الإنترنت والفضائيات الغربية،وفي غالب الأحيان ترعرعوا برؤىً مُنحازة للغرب. ها هم اليوم يشكّكون في شرعية النظام العالمي الذي تربّوا في أحضانه وآمنوا به .

الشعارات التي كانت تُرفض في السابق باعتبارها مجرد دعاية، صارت تحلل اليوم بمنطق الواقعية.إذا استمر هذا التحوّل، سيشكّل سياسات إيران الداخلية والإقليمية لعقود قادمة.

هذا التحوّل – أكثر من أي نجاح أو فشل تكتيكي – قد يكون له التأثير الأكثر. لسنوات عديدة، ظلّ الإيرانيون يتساءلون عن حاجة بلادهم إلى برنامج صاروخي أو قوات إقليمية بالوكالة أو عقيدة المقاومة العسكرية. أما اليوم، فقد تحوّل السؤال إلى كيف يمكن تعزيز هذه الأدوات الدفاعية للحفاظ على إيران دولةً مستقلةً ذات سيادة؟

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم