قيادي بحريني لـ "نكاه نو":
رفض التطبيع يضع الجميع أمام مسؤولياتهم الاخلاقية والشرعية
أكد القيادي البارز في المعارضة البحرينية الدكتور راشد الراشد، أن ما تعانيه الأمة الإسلامية هو نتيجة لمشاريع الاستكبار العالمي لغرض السيطرة والهيمنه على العالم الإسلامي.
وأوضح القيادي البحريني البارز راشد الراشد لوكالة “نكاه نو” أهمية مشروع الوحدة الاسلامية الذي أطلقه الإمام الخميني، بالقول: عندما طرح الإمام الخميني شعار الوحدة الإسلامية، لم يكن مجرد شعارا، أو فكرة عابرة، وإنما كانا يعبر عن مشروع مواجهة حضاري كبير وعملاق.
وأكمل بالقول: لابد هنا من فهم هذا الشعار كمشروع وفكرة رسالية تأتي في سياق فكر الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، حيث شخص بأنه كل ما تعانيه الأمة الإسلامية هو نتيجة لمشاريع الاستكبار العالمي لغرض السيطرة والهيمنه على العالم الإسلامي، الذي قام من أجل تحقيق ذلك بتفتيت الخارطة الجغرافية للأمة الإسلامية الواحدة للعالم الإسلامي، وتحويله إلى أجزاء ودويلات.
وأضاف الدكتور راشد الراشد: عمد الاستكبار العالمي ايضا إلى تغذية النزاعات العرقية والقومية والإثنية والمذهبية والطائفية لغرض إضعاف وتمزيق العالم الإسلامي، وذلك حتى تسهل عليه عملية السيطرة على العالم الإسلامي، والتحكم في موارده ومقدراته، وكان الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ببصيرته الحاذقة رأى بأن الحل في مواجهة التخلف ومستوى الانحطاط الذي وصلت إليه الأمة، بفعل دسائس ومؤمرات وخطط الغرب الجهنمية للسيطرة على خيراته ومقدراته، هو في فكر الوحدة وبناء ثقافة التعاون بين الشعوب الإسلامية.
وأردف: هكذا كان شعار الوحدة الإسلامية مشروعًا يؤسس لنظرية الأمة الإسلامية الواحدة، وما تحتاجه من ادارة وتخطيط وعمل، ومن المؤكد بما عرفناه من شخصية هذا القائد التاريخي الفذ إنه يمتلك رؤية حضارية عملاقة لتستعيد الأمة موقعها من الريادة والقيادة للحضارة الإنسانية، ولذا لم يكن شعار الوحدة الإسلامية مجرد طرح ثقافي عابر، او هو مجرد دعوة للإحتفاء الشكلي أو لإقامة ندوات ثقافية مجردة، وإنما هو يأتي في سياق فكر ومنهج الإمام رضوان الله تعالى في المواجهة مع مشاريع الهيمنة والإستكبار العالمي.
مشروع الوحدة
وتابع: هكذا ينبغي فهمه لكي لا يتحول مشروع الوحدة الى مجرد نشاط ثقافي محدود وعابر، بل لابد من السعي لترجمته كمشروع مواجهة، وما يستدعيه من خطط وبرامج وعمل وكما أرداه وفكر به وخطط له الإمام رضوان الله تعالى عليه.
وعن أهمية إنعقاد مؤتمر الوحدة الاسلامية في ايران، أوضح القيادي البارز في المعارضة البحرينية: أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات تنبع من اتاحة الفرصة للخيرين من ابناء الأمة لبحث المعضلات والتحديات التي تواجه الأمة، ومناقشة افضل السبل واحسن الخيارات المتاحة للتغيير، ولتحقيق اهداف النهوض بالأمة من خلال وحدتها وتعاونها.
كما أشار الدكتور راشد الى أهمية تسليط الأضواء على القضية الفلسطينية في العالم الاسلامي، وقال: تنبع أهمية التذكير بالقدس وبالقضية الفلسطينية بإستمرار من جعلها قضية محورية في التفكير والتخطيط والعمل. وأن القضية ليست مجرد تعاطف وجداني وانما هو قضية تعبر بما هو اعمق بكثير عن مجرد تعاطف مع مجموعة من البشر تم اغتصاب وطنهم وتشريدهم ولا مجرد موقف سياسي بروتوكولي متضامن مع شعب تم احتلال أرضه وانما هي قضية تتجاوز هذه المقاييس رغم اهميتها بل وضرورتها ولكن القضية الفلسطينية ترتبط بحرمة الأمة الإسلامية وبمقدراتها وبمقدساتها بل وبكرامتها. وثانيا ضرورة التأكيد بإرسال الرسائل مرة تلو الأخرى للكيان المحتل وداعميه بأن الأمة لن تتخلى عن شبر من اراضيها وأنها ستظل تطالب بإستعادة الأرض ورد الاعتبار لكرامة الأمة حتى نهاية التاريخ. كما أنها رسالة للمسلمين تعزز عندهم الإرادة والصمود في مقابل فكر الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع واعتباره قدرًا لا يمكن تعديله او تغييره.
رفض التطبيع واعلان الموقف عنه
وأكمل بالقول: ما أحوج الأمة الى من يذكرها بحقوقها ويغرس في قلوبها الأمل/ بعد أن تمكن قوى الشر والظلام والاستسلام من زرع ثقافة الهزيمة والاستسلام عقل الأمة/ حتى لا تنهض وتقوم بما يجب أن تقوم به من أجل التحرير وحفظ العزة والكرامة، بل حتى لا تفكر بمجرد التفكير بإمكانية التغيير والتحرير.
وأضاف: الحقيقة اننا نقف في القضية الفلسطينية، وغيرها من قضايا الاستبداد والنظم الشمولية والديكتاتورية المغروسة في قلب وصدر عالمنا الاسلامي في معركة (أفكار)، بين من يعمقون فكر الهزيمة والاستسلام للأمر الواقع بمختلف التبريرات، وبين من يتحركون بفكر التحدي والإرادة والثقة والواجب الديني والأخلاقي لردع الظلم وقوى الهيمنة والاحتلال، وان الانتصار وتحقيق النهضة والتحرير يعتمد على انتصار الأمة في وعيها وبصيرتها ونوع الفكرة والثقافة التي تحملها. فإذا كانت ثقافة إننا قادرون على التغيير هي الحاكمة على عقل ووجدان الأمة من المؤكد بأنها ستحقق التغيير وستضع حد للإستعمار والاستغلال والاحتلال. اما اذا كانت ثقافة اليأس والإحباط والاحساس بعدم القدرة على التغيير وحدث الاستسلام المر للهزيمة والأمر الواقع، فإن التغيير يصبح بعيد المنال ولا يمكن تصور تحقيقه.
واختتم الدكتور راشد حواره مع نكاه نو بالقول: من هنا فإن من المهم استمرار الحديث والتأكيد على حقوق الأمة، والمطالبة بها مهما كانت الظروف والتحديات. وأن رفض التطبيع واعلان الموقف عنه بوضوح شديد يضع الجميع امام مسؤولياتهم الاخلاقية والشرعية، وهو قضية مهمة جدا في تغيير مسار المجابهة مع الكيان المحتل ورعاته.
تعليقك
- الحرب النفسية للكيان الإسرائيلي وضرورة الرواية الأصيلة
- المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران الجزائر.. هذه هي الأفلام الفائزة
- المؤتمر الدولي التاسع لحقوق الإنسان الامريكية من وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية
- استراتيجية العدو الصهيوني العسكرية تتهاوى أمام المقاومة وفتحت جبهات جديدة
- 7 أكتوبر والعودة إلى نقطة الصفر / لماذا عادت إسرائيل 70 عاما إلى الوراء؟
- قائد الثورة الاسلامية يمنح العميد حاجي زاده وسام الفتح
- لبنان؛ خذلان في غابة الذئاب لبنان تستغيث دون مجيب
- عملية الوعد الصادق 2 ومرفقاتها الدبلوماسية
- إنجازات رحلة بزشكيان إلى قطر/نجاح الدبلوماسية العامة
- 5 نقاط مهمة حول نتائج الهجوم الإيراني على إسرائيل
- المعركة النهائية مع الكيان الصهيوني قادمة: جرائمه الوحشية في لبنان وغزة مقدمة لنهايته الحتمية
- الوقائع الميدانية للحرب في لبنان/ الواقع كما هو