2023/10/14
نسخ!

باحثة وأكاديمية سورية لـ "نكاه نو":

“طوفان الأقصى”.. ردّ على محاولة تصفية القضية الفلسطينية

“طوفان الأقصى”.. ردّ على محاولة تصفية القضية الفلسطينية

أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية عسكرية واسعة ضد الإحتلال الإسرائيلي حملت اسم "طوفان الأقصى"، وذلك ردّاً على الإعتداءات المستمرة التي تشنّها قوات الاحتلال على الفلسطينيين.

وبينما دخلت عملية “طوفان الأقصى” يومها الثامن بعد تحقيق إنجازات ميدانية غير مسبوقة على مستوى دفاع الشعب الفلسطيني الشرعي عن أرضه ومقدساته في مواجهة كيان الإحتلال، أجرى “نكاه نو” حوارا مع الباحثة والأكاديمية السورية عضو في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين د. ميادة ابراهيم رزوق، تطرقت خلاله لأسباب إطلاق عملية المقاومة الفلسطينية والتحولات التي ستطرأ على المعادلة في فلسطين المحتلة فيما بعد الطوفان، مشيراً الى أن الكفّة ستميل لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية بعد هذه الحرب دون أدنى شكّ.

*ردّ على محاولة تصفية القضية الفلسطينية

عن أسباب إطلاق العملية العسكرية الواسعة ضد كيان الاحتلال الصهيوني، قالت الدكتور ميادة ابراهيم رزوق:  جاءت ردّا على تنامي سياسة الفصل العنصري والإعتداءات المستمرة التي تشنّها قوات كيان الاحتلال وحكومته الدينية اليمنية الفاشية المتطرفة التي تضم غلاة المتطرفين الصهاينة، ضمن برنامج ممنهج لتهويد القدس والسيطرة عليها بشكل كامل وهدم المسجد الأقصى، والسيطرة على الضفة الغربية، وطرد وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم ومضاعفة عدد المستوطنين، وحرق وإبادة القرى والمدن التي يخرج منها المقاومون، واستمرار الاعتقال الاداري في السجون الإسرائيلية والتنكيل بالأسرى، بما فيهم الفتيات والسيدات والأطفال، وتسميم المحتجزين ومنع الماء والهواء والغذاء والدواء ونور الشمس عنهم، وفرض أشد انواع الحصار الخانق على قطاع غزة، مع تقدم مسار تطبيع العلاقات السعودية مع كيان الاحتلال الصهيوني نحو تحول جيوسياسي كبير، يتضمن دمج كيان الاحتلال في المنطقة بمشاريع الربط الأمني والاقتصادي، وبناء نظام إقليمي جديد (الشرق الأوسط الجديد) وفق مشروع شيمون بيريز، يتسيده ويديره كيان الاحتلال الصهيوني، وبالتالي إنهاء الصراع العربي الصهيوني، وتصفية القضية الفلسطينية.

*تنفيذ العملية استباقا لهجوم صهيوني متوقّع

وتابعت العضو في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين: لقد كان قرار توقيت وتنفيذ العملية  بالتنسيق على مستوى عالي مع قادة قوى ودول محور المقاومة، وفق تحليل وقراءة مابين سطور تصريحات القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وأبو عبيدة المتحدث العسكري باسم الكتائب. مؤكدةً أنه تم تنفيذ العملية استباقا لهجوم كان ينوي كيان الاحتلال الصهيوني شنه على قطاع غزة فور انتهاء الأعياد اليهودية وفق تصريحات صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في إطار محاولة  لتصفية المقاومة الإسلامية حماس، وطرد وتهجير سكان غزة إلى سيناء في مصر كوطن بديل.

وقالت: تم اختيار التوقيت بما يحمله في العقل والوجدان العربي والفلسطيني من مخزون الفخر والعزة والكرامة، فقد كانت حرب تشرين التحريرية “حرب أكتوبر” 1973 محطة فاصلة بين الهزيمة وإمكانية النصر، بين العربدة والتفوق الصهيوني والبطولة والتضحية والكبرياء العربي.

*مخرجات وأهمية العملية

وعرّجت الدكتورة رزوق على مخرجات وأهمية عملية المقاومة الفلسطنيية ضد العدو الصهيوني، قائلةً: أسقطت عملية “طوفان الأقصى” صورة التفوق الاستخباري والتكنولوجي والأمني والعسكري الصهيوني، وأتت كصاعقة للولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الصهيونيّ في آن واحد، بآثارها المدمرة لمشاريع بايدن بدفع مسار تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وكيان الاحتلال الصهيونيّ (توقف مسار التطبيع وفق تصريح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان)، ونعي مشروع الممر الهندي الشرق أوسطي الأوروبي الذي يحتل كيان الاحتلال فيه موقع الريادة كمركز اقتصادي وتنموي، وبالتالي يمكن أن نقول بأن مابعد طوفان الأقصى ليس كما قبله، ومعادلات المنطقة والإقليم قيد التغيير، فالتحول الذي أرساه محور المقاومة أظهر فاعليته في تغيير موازين القوى، وغيرت العملية المعادلة ليس فقط في قطاع غزة، إنما بشأن وجود كيان الاحتلال بالذات، وهذا ما أرعب كيان الاحتلال، وحمل بايدن على اشهار الحرب على حماس وغزة، وكل من يحاول فتح جبهات موازية، وإرسال حاملة الطائرات إلى شرق المتوسط في المنطقة.

* مواقف بعض الأنظمة الرجعية العربية

وتابعت الباحثة والأكاديمية السورية في معرض إشارتها الى أبعاد هذه المعركة، موضحةً: يعتبر كيان الاحتلال الصهيوني الذراع الفولاذية والثكنة العسكرية الأهم للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب الامبريالي في المنطقة، وأي حرب ستندلع بتوسع عملية طوفان الأقصى بفتح جبهات أخرى ستؤدي إلى تغيير المشهد الاستراتيجي في منطقة غرب آسيا بما يقوض الوجود الأمريكي، بل كافة المصالح الأمريكية في المنطقة، بما فيها انحياز حلفائها التقليدين بعلاقاتهم بشكل كلي نحو إيران وروسيا والصين، لذلك يعملون على دعم كيان الاحتلال الصهيوني لوجستيا واستخباريا وأمنيا وعسكريا لاستعادة موقعه ومهابته لضمان تفوقه، وعدم خسارته هذه المعركة، بل تحقيق نتائج يتم التفاوض بناء عليها، مع التخطيط لحكومة جديدة لاتتضمن متطرفين وتلتزم بتعليمات الإدارة الأمريكية، ويأتي مواقف بعض الأنظمة الرجعية العربية منسجما مع الموقف الأمريكي، ومغايراً لمواقف الشعوب العربية المتعاطفة والمساندة للشعب الفلسطيني سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال الاعتصامات والمظاهرات التي ترفع العلم الفلسطيني.

*رغم الحرب.. سورية لم تتخلى عن فلسطين

وعن الموقف السوري الراسخ إزاء القضية الفلسطينية، أكملت د. رزوق: رغم العشرية السوداء والحرب الكونية التي شنت على سورية، والتي أحد أهم أسبابها موقفها المبدأي من القضية الفلسطينية، ودعم قوى المقاومة في لبنان وفلسطين المحتلة، لم تتخلى سورية “قلب العروبة النابض” عن فلسطين ولم تحد بوصلتها عن القضية يوما، بل عملت القيادة السورية بوسائل اعجازية وتعاون مع باقي أطراف محور المقاومة لضمان وصول السلاح السوري إلى الداخل الفلسطيني المحتل، مع استمرار الدعم لفصائل المقاومة الفلسطينية بالتنسيق مع أطراف محور المقاومة، وليس استهداف كيان الاحتلال الصهيوني البارحة المطارات في دمشق وحلب إلا تحسبا وتهديدا لسورية من فتح جبهة الجولان، إلا أن هذا الاستهداف قد يعجل باتخاذ قرار التوسع نحو حرب إقليمية.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم