2023/10/14
نسخ!

الكاتب والمحلل السياسي الفسطيني أحمد أبو زهري لـ "نكاه نو":

المراهنة على تحرك وانتفاض شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ولا مراهنة على الأنظمة

المراهنة على تحرك وانتفاض شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ولا مراهنة على الأنظمة

مع دخول عملية "طوفان الأقصى" -التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية منذ يوم السبت المنصرم (7 أكتوبر الجاري)، وأدت إلى مقتل 1300 صهيوني- يومها الثامن، يتواصل القصف الصهيوني الإجرامي العنيف على قطاع غزة، مخلفا أكثر من 1900 شهيد، و7696 مصابا، بينما ردّت المقاومة باستهداف بلدات صهيونية بالصواريخ، أجرت وكالة "نكاه نو" حواراً مع الكاتب والمحلل السياسي الفسطيني البارز أحمد أبو زهري.

وتطرق أحمد أبو زهري الى أبعاد هذه العملية البطولية ضد العدو الصهيوني ومجرياتها على الأرض، مشيراً الى أن الكفّة ستميل لصالح فصائل المقاومة الفلسطينية، كما أكد أن المراهنة على تحرك وانتفاض شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ولا مراهنة على الأنظمة التي نُصبت لحماية المصالح الاستعمارية في المنطقة

*محاولة يائسة للعدو لاستعادة الردع

في مستهل الحوار أوضح الكاتب والمحلل الفلسطيني البارز لـ همشهري، مُستعرضاً أهداف العدو الصهيوني من استهداف المناطق المأهولة بالسكان، وقال: سياسة “قصف المنازل واستهداف المدنيين” ليست جديدة، وهي تكرار لما حدث في كل الحروب السابقة التي شنت على قطاع غزة، والعدو يلجأ لهذا الاسلوب الإجرامي من أجل: ممارسة أقصى درجة من الضغط على المقاومة وإجبارها على الرضوخ والاستسلام، معاقبة سكان قطاع غزة نتيجة احتضانهم للمقاومة، ومشاركتهم الفاعلة في اسناد المقاومين، محاولة يائسة لاستعادة الردع وتحقيق صورة النصر أمام جبهته الداخلية التي انهارت بالكامل، ترميم صورته أمام حلفائه الاقليميين والدوليين.

وأشار أبو زهري الى ما يستوجب فعله في ظلّ هذا الوضع، وقال: المطلوب هو تهدئة روع المواطنيين، ومساعدتهم والتضامن معهم، والاجتهاد في توفير بدائل لمن يقصف منزله، وعدم التعاطي مع المعلومات المشبوهة والشائعات.

وبشأن حملة البروباغندا (الدعاية) التي يشنّها الإحتلال إزاء تطورات المعركة، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني: استعرض جيش الاحتلال من خلال المتحدث باسم الجيش بما وصفه (بالإنجازات الكبيرة) ضد أهدف حركة حماس والتي نفذها سلاح الجو؛ لكن في المقابل فإن وسائل الاعلام المختلفة فضحت جيش الاحتلال، وأظهرت أكاذيبه للرأي العام، وكشفت عن جرائمه المروعة وبنك أهدافه من المدنيين الأبرياء، وقتله “للأطفال والنساء والشيوخ”، وتدميره للمرافق الخدمية، هذا ما دفعه لاستهداف (الصحفيين، والمؤسسات الصحفية)؛ لأنه يخشى من الصورة، ومن أن ينهار أمام تمدد رواية الشعب الفلسطيني على حسابه، ويخشى من وصول الحقائق للعالم.

*ممارسة أساليب الحرب النفسية

وأردف موضحاً: التلويح بالهجوم البري؛ هو محاولة يائسة للضغط على المقاومة، وممارسة أساليب الحرب النفسية تجاه سكان القطاع، وتهدئة روع جبهته الداخلية، وهو هروب للأمام من وحل ومستنقع الهزائم التي يتكبدها داخل (مواقعه وثكناته)، ويدرك العدو أن الحرب البرية ليست نزهة، وأن الكلفة ستكون عالية جدا، وفي ذات الوقت فإن ذلك سيشكل فرصة ذهبية للمقاومة، وبالتالي سيكون أعداد (الاسرى، والقتلى، وحجم الغنائم) أضعاف مضاعفة.

وعن موفقية ونجاح عملية “طوفان الأقصى”، قال أبو زهري: إنهارت المنظومات الإسرائيلية (الأكثر تقدما) على مستوى العالم في الساعات الأولى من الهجوم، وقتل عشرات بل مئات الجنود والمستوطنين، وأسر العشرات، ودمّرت مواقع، وغنمت مركبات مصفحة ومعدات وأسلحة، ولازال مقاتلي القسام يسيطرون على مساحات واسعة داخل المستوطنات، وذلك على يد عدد محدود من المقاتلين، فهل هذا جيش يملك أي قدرة على مواجهة غزة والدخول بريا لحسم المعركة!!

*المقاومة جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات

وعن السيناريوهات المتوقعة واستعداد وتأهب المقاومة لمواجهتها، أكمل أبو زهري لـ همشهري: تتخذ المقاومة الفلسطينية وفي المقدمة منها كتائب القسام التدابير اللازمة تحسبا لاي تطورات ( برا، وبحرا) وفي سبيل ذلك، فهي جاهزة للتعامل مع كافة السيناريوهات حال تورط العدو في أي عملية برية، والتي ستكون أكبر فرصة للاجهاز على ما تبقى من جنوده وقواته النخبوية لتوقعهم بين “قتيل وجريح واسير”، وأكثر من ذلك في تدمير مركباته، وغنم مزيد من الاسلحة والمعدات، والقضاء على صورته ومكانته العسكرية بصورة نهائية وإلى الأبد، وأشار بالقول: فليطمئن أبناء شعبنا فإن المقاومة ستحول أي تهديد لفرصة اضافية، لتعزيز صورة النصر العسكري، وفرض شروط المقاومة.

*رفع سقف النار

وتابع بشأن الخيارات التي لدى قيادة القسام في تعاملها مع الوضع الراهن، وقال: قيادة القسام تمتلك خيارات متعددة للتعاطي مع الوضع الراهن، وكان من ذلك قصف مدن المركز بصواريخ ثقيلة، ثم رفع حدة ومستوى الاشتباك في العمق الصهيوني، وأسر المزيد من الجنود، ورفع سقف النار باتجاه بلدات ومستوطنات الغلاف، وأخيرا أدخلت خيار تصفية وإعدام رهائن، وهذا ما لم يكن في حسبان العدو والذي سيجد نفسه أمام (خيارات صعبة للغاية)، خصوصا في ظل ما سيترتب على هذا القرار من ضغط داخلي من جبهته الداخلية وعائلات الأسرى.

*لا مراهنة على الأنظمة

وتابع الخبير والمحلل السياسي الفلسطيني: المراهنة على تحرك وانتفاض شعوب الأمتين العربية والإسلامية، ولا مراهنة على الأنظمة التي نُصبت لحماية المصالح الاستعمارية في المنطقة، وكلفت بتغييب وعي الأمة، وحرفها عن مساراتها الاستراتيجية نحو النهضة والتخلص من الوصاية والاستعمار، هذه الأنظمة اليوم تشعر بالرعب خشية من إمتداد النيران إليها، لذلك فإن ما تقوم به هو (مناورة خبيثة) لإحتواء الشعوب، وإعادة توجيه حالة الغضب في صالحها؛ وذلك عبر التصريحات العاطفية والتحركات البروتوكولية، لإظهار نفسها في موقف بطولي لم تناله من قبل، وتنال رضى الادارة الأمريكية وكيان الاحتلال.

واختتم بالقول: لابد من بدء تحرك حقيقي في ساحات الوطن: ( الضفة، القدس، ال48)، وساحات عربية وإسلامية وفي المقدمة منها الساحات القريبة والمحاذية للحدود مع فلسطين المحتلة، حيث أن أي زحف باتجاه الحدود سيفجر الأوضاع، وسينقل المعركة لمنحنيات أكثر خطورة يمكن أن تهز أركان العدو وحلفائه.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم