المنظومة الدولية وجدت لتغطية مصالح الاستكبار العالمي

وقال المحلل السياسي في حوار له مع “الرؤية الجديدة” حول تحركات امريكا التصعيدية في البحر الأحمر مؤخرا في ظل استمرار العدوان على غزة والذي نجم عنه اتساع رقعة المعركة لتشمل بعض دول محور المقاومة: عندما يصل العدو الصهيوني الى طريق مسدود في عدوانه البربري الاجرامي على غزة، وتشتدّ عليه الضربات القاتلة من دول وحركات محور المقاومة، يأتي الشيطان الاكبر امريكا بكل قواه العسكرية والاعلامية لانقاذ نبتته الخبيثة إسرائيل من الذبول والاندثار والهلاك، وعندما اشتد الحصار البحري الذي فرضه الجيش اليمني على السفن المتجهة للكيان الصهيوني في البحر الاحمر، والاعلان اليمني على ان المستهدف بالحصار هو الكيان الصهيوني حصريا حتى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وهو موقف عبر عنه قائد الثورة اليمنية السيد عبدالملك الحوثي بالانساني والاخلاقي والديني إتجاه شعب عربي مسلم يتعرض للابادة الجماعية. فسارع العدو الاشرس والشيطان الاكبر امريكا الى دعوة مجلس الامن الدولي لاصدار قرار دولي يسمح لامريكا بتشكيل تحالف دولي للعدوان على اليمن بحجة تأمين الملاحة الدولية في البحر الاحمر وازالة الخطر الذي يشكله الجيش اليمني وقواته البحرية حسب زعمهم الباطل.

وأضاف الديراني مُشيراً الى فشل المنظمات الدولية في كبح التعنّت الأمريكي في المنطقة: ما مجلس الامن الدولي والامم المتحدة إلا ادوات خبيثة تستخدمها دول الاستكبار لتبرير عدوانهم وغطرستهم وارهابهم الدولي على الامم والدول التي يظنون انها مستضعفة، فكان التحالف الدولي الذي شكل رأس حربته امريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني ودول مستعبدة فاقدة السيادة ويعملون عبيدا عند سيدهم الامريكي، واحدى تلك الدول، دولة البحرين التي يرفض شعبها الاصيل المشاركة الى جانب العدو الامريكي في عدوانه على الشعب اليمني.

*عدوان همجي ارهابي سافر على اليمن

وقال: برأيي المتواضع، إن ما اقدم عليه العدو الامريكي من عدوان همجي ارهابي سافر على اليمن هو حماقة وغرور وفجور، ولم يتعلم من تجاربه وهزائمه الماضية والمتكررة، لم يتعظ من خروجه مدحورا ذليلا من بيروت عام 1982 يحمل اكثر من 250 قتيلا من قواته البحرية الخاصة في وقت كانت المقاومة في اول نشأتها في لبنان، ولم يتعظ من هزائمه في العراق وافغانستان، وما قام به من عدوان سافر فضح اكذوبته التي كان يتشدق بها بعدم رغبته بتوسعة رقعة الحرب، فقام بنفسه الحمقاء بتوسعة رقعة الحرب، والذي يجهل مصير ما ستؤول اليه هذه الحماقة، فالشعب اليمني المجاهد الذي واجه العدوان العالمي، وكانت نفسها امريكا تقف خلف هذا العدوان الذي وضعت السعودية والامارات في الواجهة لمدة 9 سنوات وخرج التحالف مدحورا مهزوما يستجدي وقف اطلاق النار، ظن الرئيس الامريكي الخرف ان عدوانه على اليمن سيثنيه عن مواصلة مساندته للشعب الفلسطيني، لكن جاءه الرد الاولي بخروج الملايين من الشعب اليمني بمسيرات لم يشهدها اليمن سابقا، بحناجر وصرخات وصيحات تردد بشعارات ” هيهات منا الذلة ” يأبى الله لنا ان نقف مكتوفي الايدي ونحن نشاهد المجازر الرهيبة ترتكب بكل دقيقة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.

*المقاومة ادهشت العالم

وحول ما حققه العدو الصهيوني في غزة حتى الآن، أوضح الكاتب والمحلل السياسي اللبناني: اكثر من مئة يوما على العدوان الارهابي الوحشي البربري الصهيوني الغاشم المدمر على الشعب الفلسطيني الابي في غزة، وعجز عن تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة باستعادة اسراه، وتدمير المقاومة الاسلامية حماس والجهاد، وتهجير سكان قطاع غزة البالغ عددهم اكثر من مليوني شخص، رغم هول المجازر التي ارتكبها، ورغم الدعم الامريكي الغربي الصهيوني الشيطاني لهذا العدوان عسكريا وماديا واعلاميا واستخباراتيا وامنيا، وبات هذا العدو غارقا في وحل غزة يتلقى الضربات القاتلة والمميتة من قبل المقاومة التي ادهشت العالم، مما اضطر هذا العدو لسحب قواته المنهارة المهزومة عسكريا ونفسيا دون تحقيق الاهداف التي اعلنها، كل ما حققه هذا العدو هو حجم الدمار الهائل الذي احدثه بالمباني والمستشفيات والمساجد ومراكز ايواء النازحين ، وقتل الاطفال والنساء وارتكابه ابشع المجازر في التاريخ المعاصر، تلك المجازر التي صدمت العالم الحر في جميع انحاء العالم، وتأكيدا على ذلك ما نشهده من مسيرات ومظاهرات ضخمة في جميع العواصم الغربية لم يشهد لها التاريخ تطالب بوقف فوري لاطلاق النار وادخال المساعدات الانسانية لانقاذ مليوني فلسطيني مهددين بالقتل والموت جوعا وعطشا، وتفشيا للامراض بين النازحين الذين يبيتون في الخيام والعراء.

*الادارة الامريكية تتحكم بالمنظومة الدولية

وأردف موضحاً: لم يعد هناك احترام عالمي للمنظومة الدولية التي بالاساس وجدت من اجل تغطية مصالح دول الاستكبار العالمي، وتغطية الهيمنة والغطرسة والتسلط الامريكي، ودائما نجد بريطانيا ام الخبائث تقف مساندة لاي عدوان دولي تقوم به امريكا. الادارة الامريكية الشريرة التي تتحكم بالمنظومة الدولية وتسير اعمالها، حتى لو اجتمعت دول العالم كلها مطالبة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة، تقوم الادارة الامريكية باستخدام الفيتو من اجل عدم تنفيذ اي قرار دولي ملزم لوقف العدوان. لكن ما قامت به دولة جنوب افريقيا في اعداد ملف حقوقي مدعوم بالادلة الدامغة، وتقديمه لمحكمة العدل الدولية في لاهي لمحاكمة الكيان الصهيوني الارهابي لارتكابه مجازر وابادة جماعية، ارعب الكيان الصهيوني وبات مكشوفا امام العالم، واصبح يرفس برجليه كالخنزير المذبوح، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه امام حجم الادلة التي تدينه، وتقديم دولة جنوب افريقيا لهذا الملف العادل له دلالة كبيرة امام العالم بسبب ما تعرض له شعب جنوب افريقيا لعشرات السنين من الاضطهاد.