2023/10/23
نسخ!

مسؤول تونسي لـ "نكاه نو":

هل يتراجع الحكام عن سياساتهم التي تضر بالمصالح العربية والاسلامية؟

هل يتراجع الحكام عن سياساتهم التي تضر بالمصالح العربية والاسلامية؟

صرح منسق الهيئة الوطنية لمناهضة التطبيع ودعم المقاومة في تونس، متسائلاً حول التطورات الأخيرة في المنطقة "هل يتراجع الحكام في بعض الدول العربية عن سياساتهم التي تضرّ بالمصالح العربية والاسلامية"، وتحقيق إرادات شعوبهم بدعم القضية الفلسطينية.

وقال الناشط السياسي ومنسق الهيئة الوطنية لمناهضة التطبيع ودعم المقاومة أحمد الكحلاوي، لـ نكاه نو، عن التقارب الايراني العربي: وفّر التقارب الايراني العربي وشهد توسعا برزت ملامحه منذ اليوم التاريخي الذي شهد إغلاق سفارة العدو الصهيوني بطهران، وطرد طاقمها وتسليم مفاتيحها الى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في حـفل بهيج اشرف عليه الامام الخميني، الذي نادى بإحياء “يوم القدس العالمي”، تأكيدا على المقاومة والتحرير، لقد اعتبر ما تقدم فرصة لبناء مستقبل للتضامن والاتحاد ضد عدو الامة الذي ظل يحتل فلسطين، واجزاء من اقطار اخرى، ويرتكب العدوان و الارهاب ضد شعبها، ويهدد أمن  الاقطار  العربية الاسلامية، وقد تجسم الموقف من المحتل بالمقاومة العربية والاسلامية والانتفاضات العديدة التي شهدتها اراضي فلسطين المحتلة، والدول المجاورة والتي قامت على اثرها حرب 2000 التي حـررت خلالها مقاومة “حزب الله” الجـنوب اللبناني، ثم الانتصار في “حرب تموز” التي شهدت قصف غرور العدو، ما مثل انتصارات تـعــززت بفضلها العلاقات الايرانية العربية.

وأضاف: تناول موضوع عودة العلاقات بين طهران و القاهرة في ظل المستجدات الاخيرة، امر واجب حيث ان شعب مصر العظيم الذي وقف على امتداد السنين في صدارة الامة بمعية الشعب السوري الابي افشل”معاهدة كامب ديفيد” (1978) في تحقيق اي تراجع أو تغيير في موقف الشعب المصري، وقواه الوطنية والقومية من العدو، حيث حافظ على إيمانه القوي بالحق العربي الاسلامي في فلسطين، الذي ترسخ في عـقـل و قلوب المصريين، وهو ما تجلى في حروب التحرير التي خاضها جيش مصر، والدليل الابرز على ذلك يؤكده الفشل الذريع الذي بائت به محاولات الاغراء الصهيونية لمصر التي يتولى جيش الوطني ضرب حصار على ‘سفارة العدو الصهيوني” وعزلها عن اقامة اي تحركات تذكر، وهذا موقف لم يتوقف الشعب و احزابه الوطنية عن رفضه، هاهو الرئيس المصري يصرح ” لا تهاون او تفريط في امن مصر القومي تحت اي ظرف”، وهذا يحمل مصر و دولتها و جيشها مسؤولية امن مصر و توقيتها من محاولات التوسع الصهيوني على حساب ثورة الشعب الفلسطيني، وحقه في المقاومة و تحرير وطنه.

تمسك الشعوب بتحرير فلسطين

وتابع الدكتور الكحلاوي: يعلم الجميع ان مصر زمن حكم السادات قد خرجت عن المسار السياسي الوطني والقومي الذي أسسه الرئيس عبد الناصر في عقول و قـلوب المصريين والعرب، وفي المقدمة منهم الجمهورية العربية السورية علاقات تطورت الى حد اعلان وحدة اندماجية بين القطرين، معززة بتواجد المقاومة الفلسطينة، مما جعل قوى الاستعمار الدولية تتكالب على نظام عبد الناصر، وعلى جيشه الوطني و شعبه الوفي، هذا لا ينسينا مواقف بعض الحكام العرب الذين حكموا بلدان الخليج الفارسي عبر حكومات لم تكن قادرة على  حماية عروشهم او تؤمّن اقطارهم، ان امر تخلي هؤلاء الحكام عن مقاطعة للمنظومة العربية الاسلامية ليس بالسهل، ولكنه ليس مستحيلا حيث باتت  الهيمنة الصهيونية الاستعمارية تهدد بعض العروش الخليجية، فهل يتراجع الحكام في دول الخليج الفارسي عن سياساتهم التي تضر بالمصالح العربية والاسلامية، وخاصة بفلسطين وبمقدساتها، خاصة انهم يـدركون ان الشعب في اقطارهم متمسك بعروبته وبإسلامه، على راس ذلك التمسك بتحرير فلسطين والقدس اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول(ص).

لمّ الشمل العربي والإسلامي

وأردف الناشط السياسي ومنسق الهيئة الوطنية لمناهضة التطبيع ودعم المقاومة في تونس: انطلاقا مما تقدم هل يجوز تناول موضوع امكانية حدوث اختراق تاريخي وجوهري، وإحداث منعرج مصيري يحقق انسجاما بين مصر وايران الدولتين الرئيسيتين في مشرقنا العربي الاسلامي، والقادرتين على لم الشمل اذا ما اجـتمعـتا والتفت حولهما الدول المحيطة، خاصة سورية التي انتصرت على الارهاب، وافشلت مؤامرة العدوان الاطلسي على بلادها، في هذه الحالة يمكن لهذا الائتلاف، ان يحقق بناء وفاق وطني واسع قادر على تخليص كل من المشرق و المغرب من التدخل الاجنبي المعتمد رئيسيا على وجود كيان الاحتلال الصهيوني، وعلى اختراقاته وعلى قدراته الارهابية المزروعة داخل بعض الفضاء العربي الاسلامي.

وأردف الدكتور الكحلاوي عن التحولات الطارئة عالمياً لا سيما على النظام العالمي الذي بدأت تتبلور ملامح جديدة له، وقال: في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الانسانية استقبل العالم بارتياح  شعبي كبير بروز حلف دولي متكون من دول مثل البرازيل، ومن دول افريقية حديثة التخلص من استعمار دول اوروبية، على راسها فرنسا الاستعمارية الى جانب دول عظمى مثل الصين و روسيا و الهند، وقد جرت هذه التطورات النوعية في ظروف تـصاعد العدوان على شعبنا العربي في فلسطين وضد مقاومته الوطنية، واتضح من خلال التصعيد الصهيوني الاخير الذي جرى في القدس و تحديدا داخل المسجد الاقصى و في جنين و داخل الضفة الغربية و في غزة و كذلك ما لوحظ من تحركات للعدو داخل بعض الاقطار الخليجية باننا كلنا مستهدفون بهذا العدوان مباشرة او بالنتائج، فـكان الرد بالحزم والتصميم المطلوبين الذين تجسدا في الرد المقاوم القوي الذي نفذه ابطال المقاومة الفلسطينية بقيادة حركتي الجهاد و حماس، وقد اتضح من خلال الغدر الصهيوني المدعوم امريكيا وغربيا عبرت عنه التهديدات المختلفة التي صدرت بالاساس عن الحاف الاطلسي، وابرزها حكومات امريكا و بريطانيا والمانيا وفرنسا ومن ايطاليا ايضا، على العموم  الحلف المناوئ لدول المشرق ولدول المغرب ايضا حتى لو لم تذكر حرفيا تهديدات الحلف الاطلسي الراعي  للكيان الصهيوني المزروع رئيسيا في فلسطين قلب بلادنا العربية و الاسلامية.

تحالف قوي لحماية اقطارنا                                                                                                                                       

واختتم بالقول: اعتبارا لما تقدم فان لقاء كلا من مصر و ايران يمثل، اولا، مصلحة استراتيجية لكل منهما ولدول المحيط العربي الاسلامي و يمثل، ثانيا: المعادلة الانجع والاكثر اهمية واقتدارا لمواجهة الاخطبوط الصهيو ـ عـدواني المحمي بالحلف الاطلسي راس افعى الاستعمار الغربي واداة الصهيونية العالمية مواجهة بالاساليب التي اعـتادت وعاشت على وقعها شعوبنا العربية الاسلامية، اننا عـندما نقـترب من بعـضنا البعض ونبني تحالفا قويا فإننا نحمي اقطارنا، ونوفر الظروف الملائمة لخلاص امتـنا، وتحقيق الانتصار بالاستفادة من المتغيرات الدولية ومـيزان القوى الدولي الجديد الذي لن نخسر شيئا اذا سعـينا للاستفادة منه لصالح قضايانا وتحقيق امننا الوطني والقومي المشتركن اذا عملنا معا فاننا نزداد قوة وقدرة على هزيمة حلف العدوان الغربي بقيادة الحركة الصهيونية، التي تدار من داخل المطبخ البريطاني الذي دبر وما زال يدبر لـضرب اتحادنا العربي و الاسلامي.

تعليقك

الصفحات الاجتماعية اختيار المحرر آخر الأخبار كاريكاتير صورة اليوم